نوبل بين البصل والتفاح!!

‏يستبشر السوريون ببدء انفراجة (أزمة البصل) بعد أن احتلت قصص البصل وأسعاره الأحاديث السورية. وشكلت مادة غنية لـ(فنتازيا العيش) في ظل العقوبات والحصار الاقتصادي والفساد والفشل. ويبدو أن المواسم ونضجها بالبصل رد على الحصار والعقوبات. ونحّى جانباً تأثير الفساد على توفر البصل. و أجّل نقاش قضية الفشل في استباق الأزمة أو إدارتها أو معالجتها. المهم أن البشرى التي يتبادلها السوريون اليوم هي انتهاء أزمة البصل ومدى توفرها في السوق. وبالتالي انخفاض حكايات الاستهجان حول استخدام الذكاء و بطاقته للحصول على البصل أبو ( صنة).

‏من أجمل ما أثير ثقافياً حول هذه الأزمة. ما ذكرنا به كاتب شهير من نيل الكاتب الألماني غونتر غراس لجائزة نوبل للآداب على روايته (تقشير البصل) وإذا كان غراس استخدم البصل ليستفيد من تراكب طبقاته. وليقوم عبر روايته بتقشيره طبقة طبقة. ومع إزالة كل طبقة تشتد رائحة البصل. وفي كل طبقة من البصل مستوى من مستويات سيرة حياة غراس ومن توالي تقشيره لطبقات البصلة (حياته) تروي الرواية ذكرياته. وعبر تقشير البصل كمعادل فني روائي عبّر غراس عن استخلاصه ما في حياته من معانٍ وتجارب ودروس تراكمت في عمره من التحاقه في الجيش النازي وهو صبي صغير الى انتقاده النازية وهو كاتب كبير. العمر حسب رؤية غراس مجرد بصلة وتتركب طبقات التجارب فيها.. فهل صدقتم الآن كم هو مهم البصل؟!!

‏لو حاول أحد السوريين استخدام (تقشير البصل) في رواية عن أحوالنا المعيشية. واستخدم تقشير (بصل العيش) طبقة وراء طبقة للتعبير عن حقيقة ما يجري ويحيط بنا ويؤثر فينا، لوجد في أول طبقة محيطه بالبصلة كلها الحرب الإرهابية التي دمرت مرافق الإنتاج و نهبت مكامن الثروة. ووجد أيضاً في القشرة التالية العقوبات والحصار الاقتصادي الغربي الجائر والخانق. ولدى تقشير الطبقة التالية لابدّ من أن يجد الفساد بكل ألوانه مخلوطاً بمجرمي الحرب ولا بدّ من أن تفوح علينا رائحة الفاسدين النتنة بإجرامها. ‏وفي الطبقة الملتصقة بطبقة الفساد.
ومع تتالي التقشير لطبقات بصلة عيشنا، لا بدّ سنصل إلى (اللب) الأصيل الحضاري للعيش السوري الممتد في جذوره لآلاف السنين والحامل تطلعه الكامن باتجاه آلاف من السنين إلى المستقبل. اللب المعبر عن هوية السوري الباقية بحيويتها منذ فجر الإنسانية. اللب (الجوهر) الحامل للروح السورية المبدعة المتجددة والقادرة على النمو من جديد لتطرح جانباً كل طبقات الإرهاب والفساد ولتقهر عميقاً طبقات الإرهاب والعقوبات والحصار… سورية تفاحة الخلق، حتى البصل فيها يعّبر عن معنى التفاحة الكامنة في تاريخها والمتفتحة في مستقبلها… بالفعل سورية تفاحة الخلق رغماً عن الإرهاب والحصار والفساد وكل الروائح النتنة المجرمة . لذلك بعد أزمة البصل ونتيجة كسر الإرهاب، والإصرار على مكافحة الفساد فإنّ كل سوري يستحق نوبل لـ(تجذره الحضاري) المتجدد باستمرار..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة