على رأسها مشروع إنتاج تعبئة وتغليف الأدوية السرطانية.. انطلاقة جديدة لـ«تاميكو» تبدأ بالإنتاج وتنتهي بالتسويق

دمشق- مركزان الخليل:

معادلات جديدة تفرضها الظروف الحالية، وحاجة السوق المحلية أمام الشركة الطبية العربية ” تاميكو” تسقط من خلالها كل حسابات سنوات الحرب، وخروج الشركة الأم من دائرة الإنتاج بعد استهدافها بصورة مباشرة من قبل الإرهابيين وداعميهم، لإحداث خلل في سوق الدواء، وأزمات متلاحقة في تأمين الدواء للسوق المحلية، إلا أن اصرار الشركة وفق رأي الدكتور “خلدون حربا” المدير العام للشركة، والجهات الوصائية على العودة بقوة إلى ميدان العمل كان سبباً رئيسياً لعودة التوازن بطاقات إنتاجية كبيرة، من شأنها تحقيق استقرار قدر الإمكان في توافر العديد من المستحضرات الطبية والدوائية.

التحدي القادم
إلا أن المعادلة الجديدة اليوم تشكل تحدياً كبيراً أمام الشركة، بعد طلب وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار من إدارة الشركة ضرورة إعداد الدراسات المطلوبة والجدوى الاقتصادية لعودة الشركة الأم في محافظة ريف دمشق” المليحة” إلى ميدان الإنتاج من جديد، وفق رؤية تصنيعية يتم من خلالها استثمار كامل الإمكانات المادية والبشرية، وحتى جغرافية الشركة بقصد إحداث خطوط إنتاج متكاملة، كانت موجودة سابقاً، وخطوط إنتاج جديدة لتعويض فواقد السوق والاستغناء عن الاستيراد ما أمكن.
وأضاف حربا أن الشركة بدأت بدراسة “العودة” وتشكيل اللجان المطلوبة لرصد الواقع، وكيفية العودة، وتأمين المستلزمات الأولية المطلوبة، الى جانب تأمين رأس المال المطلوب لتحقيق عودة سريعة تتوافق مع الإمكانات، وحاجة الأسواق المحلية، من دون الوقوف عند ذلك بل عودة الأسواق الخارجية أيضاً، والتي كانت تحظى فيها منتجات ” تاميكو” بانتشار واسع وسمعة جيدة في عشرات الدول.

حربا: حسابات جديدة تنهي حصرية التوزيع ومنافذ تدخل من خلالها “تاميكو” عالم التدخل الإيجابي لضبط الأسعار

إلغاء حصرية التوزيع
والجانب المهم في رأي “حربا” ما يحدث اليوم في الشركة من حالات تطوير، وخطوات تتوافق مع تسارع الأحداث ومتطلبات السوق، لاسيما على صعيد العملية الإنتاجية والتسويقية، حيث بدأت الشركة بإنهاء حالة حصر التوزيع بموزع واحد، واتخاذ قرار بإعداد دفتر شروط جديد للتوزيع، وفق جغرافية تشمل خمس مناطق “ساحلية – جنوبية – شمالية – وسطى – شرقية” وفق آلية تضمن تسويقاً جيداً وآمناً للدواء ووصوله إلى مستحقيه بالأسعار المناسبة، وبالتالي إنهاء حالة الاحتكار في التوزيع وما ينتج عنها من نتائج سلبية.

ناهيك بمشروعات جديدة تتهيأ الشركة لتنفيذها بعد استكمال إجراءاتها وإعداد الدراسات المطلوبة، محصورة بأربعة مشروعات، أولها خط إنتاج جلسات الكلى تمت الموافقة عليه من قبل الجهات الوصائية والحكومة ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل نهاية العام الحالي، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 69 مليار ليرة، علماً أن تكاليف التشغيل السنوية تفوق 90 مليار ليرة.

تشاركية مدروسة
إضافة إلى مشاريع أخرى تحمل صفة التشاركية مع الخاص لإنتاج مستحضرات وأدوية” جديدة، وخط إنتاج لتصنيع السيرومات، قدرت قيمته الاستثمارية بحوالي 50 مليار ليرة، وهذه المشاريع قيد الدراسة بانتظار استكمال الموافقات المطلوبة بعد صدور قرار اللجنة الإدارية في الشركة، والمشروع الثالث يحمل توقيع خط إنتاج جديد لإنتاج القفزات بقيمة استثمارية تقدر بأكثر من 13,4 مليار ليرة .
لكن المشروع الأهم والذي تنتظره الشركة ” مشروع إنتاج تعبئة وتغليف الأدوية السرطانية” بالتعاون مع إحدى الدول الصديقة، وفي حال نفذ على أرض الواقع يمكن توفير رصيد العملة الصعبة المرصودة لاستيرادها من الخارج والتي تفوق تكلفتها سقف سبعة ملايين يورو، في حين تقدر التكلفة الأولية للمشروع بقيمة لا تتجاوز سقف 2,5 مليون يورو، وذلك حسب الدراسة الأولية للشركة العارضة.

تدخل إيجابي
وأوضح “حربا” أن الشركة تحاول الاستفادة من الإمكانات المتوافرة، وتعيد من خلالها منتجات سابقة دمرت مع الشركة الأم، لاسيما مستحضرات المراهم والكريمات والتحاميل وغيرها، ما يساهم في تعزيز مساحة التدخل في الأسواق المحلية، والتي تسعى الشركة لزيادتها وتحقيق نوع من التدخل الإيجابي التي تنفذه الحكومة في مجالات أخرى، وذلك من خلال بناء مستودعات أدوية على كامل الجغرافيا السورية، تكون بمنزلة منافذ بيع رئيسية ” للصيادلة” فقط ولأدوية تاميكو بصورة حصرية، وذلك من أجل السيطرة على الأسعار والتدخل إيجاباً وقت الضرورة ومنع التلاعب بها، حيث بدأت الشركة بأولى خطوات التنفيذ والترخيص، والبداية من العاصمة دمشق، واستكمال الإجراءات القانونية مع الجهات المعنية، ولاحقاً سيتم فتح مستودعات أخرى في الساحل السوري والمنطقة الشمالية، وتنفيذها بصورة تدريجية حتى تغطي كامل الجغرافيا السورية، بحيث تستطيع الشركة السيطرة على الأسعار وضبط إيقاع التوزيع بصورة مباشرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار