علماء يحقنون قرون وحيد القرن بمواد مشعة لحمايتها من الانقراض
تشرين:
حيوان وحيد القرن مهدّد بالانقراض، لأنه يتعرّض للإبادة بسبب قرنه حيث يقال إنّ له فوائد طبية ما شجّع على كثرة اصطياده، وقد أعلنت حكومة جنوب أفريقيا مقتل 499 وحيد قرن عام 2023، معظمها في متنزّهات وطنية، رغم الجهود التي بذلتها للحدّ من نشاط غير قانوني لقتل هذه الحيوانات النادرة، ويمثّل هذا الرقم زيادة قدرها 11% عن أعداد وحيد القرن التي قُتلت عام 2022.
ويعكف علماء في جنوب أفريقيا على حقن قرون مجموعة حيّة من حيوانات وحيد القرن بمواد مشعّة، لجعلها عديمة الفائدة وقابلة للرصد بصورة أكبر عند الحدود، وللحدّ من صيدها الذي يدمّر أعداد هذا النوع المحمي.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جيمس لاركين مدير وحدة الإشعاع والفيزياء الصحية في جامعة ويتواترسراند والذي قاد المبادرة قوله: إنه وضع رقاقتين مشعتين صغيرتين في القرن في قرن صغير وحيد قرن يبلغ عاماً واحداً ويزن قرابة نصف طن، بينما كان يحقن النظائر المشعة على أحد قرون الحيوانات الكبيرة.
وأضاف لاركن: إنّ وحيد القرن النائم والمثبّت في وضعية قرفصاء، لم يشعر بأي ألم، بالإضافة إلى أنّ جرعة المادة المشعّة منخفضة جداً لدرجة عدم تسبّبها بآثار على صحة الحيوان أو على البيئة.
ويُحدث لاركن ثقباً صغيراً في القرن بدقة، ثم يدخل المواد المشعّة وينهي العملية برشّ 11 ألف نقطة دقيقة على كامل القرن. ويوضح لاركن أنّ المادة ستبقى على كل قرن معالج لخمس سنوات، وهو أقل تكلفة من إزالة القرون كل 18 شهراً، لافتاً إلى أن المحميات تقوم بقطع قرنه والذي سينمو فيما بعد، للحفاظ على حياة وحيد القرن من لصوص العاج الذين لا يتورعون عن قتله للحصول على قرنه.
من جانبها ، قالت نيثايا تشيتي عميدة كلية العلوم في الجامعة نفسها: إن الموادّ المشعّة تجعل القرن غير مفيد وساماً للاستهلاك البشري.
وأضافت تشيتي: يشارك عشرون وحيد قرن في مشروع “ريسوتوب” التجريبي، وستتلقّى هذه الحيوانات جرعة “قوية بما يكفي لترصدها الأجهزة المتخصصة في مختلف أنحاء العالم، لافتة إلى أنه وفي السوق السوداء، ينافس سعر قرون وحيد القرن من حيث الوزن سعر الذهب أو الكوكايين.
بدورها، تشير مديرة المشروع جيسيكا بابيتش إلى أنّ المرحلة الأخيرة من المشروع تتمثّل في معالجة الحيوان من خلال اتباع “بروتوكول علمي وأخلاقي مناسب”، وسيأخذ الفريق بعد ذلك عيّنات دم للتأكّد من أنّ الحيوانات محمية.
هذا، وفي ملجأ سرّي لوحيد القرن في مقاطعة ليمبوبو في شمال شرق البلاد يتم إيواء بشكل رئيسي صغاراً (عجولاً) حُرمت من أمّاتها بعدما قُتلت الأخيرة في صيد غير قانوني، فيما ترعى بعض الحيوانات العاشبة ذات الجلد السميك في سهل سافانا.
ويشير آري فان ديفينتر، المدافع عن الطبيعة بحماسة وهو مؤسس الملجأ الذي يؤوي صغار وحيد القرن، إلى أنّ نزع قرون وحيد القرن، وهو نشاط يُمارَس على نطاق واسع في البلاد، وتسميم هذه القرون لم يردعا الصيادين، قائلاً: قد تضع هذه التقنية ربما حدّاً للصيد غير القانوني. إنها أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق.
وتضمّ جنوب أفريقيا نحو 80% من أعداد وحيد القرن الأبيض في العالم والتي تُقدَّر بأقلّ من 13 ألف حيوان. لكنّ البلاد أصبحت نقطة ساخنة للصيد غير القانوني المدفوع بالطلب الآسيوي على القرون التي تُستخدم في الطبّ التقليدي بسبب خصائص علاجية.