العنف والتنمر ضد ذوي الإعاقة سلوك مذموم ..يتطلب إعادة ترتيب الثقافة التعليمية والمجتمعية بشكل عام
دمشق – دينا عبد:
الإعاقة من المشكلات المهمة التي يعاني منها الكثير من المجتمعات، سواء كانت من الدول النامية أم المتطورة، ولا يوجد أي مجتمع من المجتمعات لا يعاني أفراد فيه من الإعاقة.
وهنا السؤال: لماذا يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من العنف بشكل أكبر مقارنة مع الأشخاص العاديين؟
د. آذار عبد اللطيف أستاذ علم نفس ذوي الاحتياجات الخاصة في كلية التربية جامعة دمشق، بين أن التعامل مع ذوي الإعاقة يختلف باختلاف طبيعة الثقافة السائدة في البيئة التي تحيط بالشخص المعوق؛ ونحن في المجتمعات العربية بشكل عام أو في مجتمعات دول العالم الثالث على الرغم من المحاولات العديدة التي تبذل في تعديل الاتجاهات وفي التعامل مع ذوي الاعاقة، نلاحظ أن الصورة السائدة نحو هذه الفئة هي صورة التعامل وفق منظور العطف والشفقة.
عبد اللطيف: إذا أخذنا المرسوم رقم 19 بحذافيره ستكون سورية من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى التعامل مع ذوي الإعاقة
ويبين د.عبد اللطيف أن البعض منا يركب موجة التعامل مع الإعاقة ويكسب من خلالها الكثير من النقاط والمكاسب الشخصية والاجتماعية.
أما فيما يخص موضوع التنمر وتعرض ذوي الإعاقة للسلوك العدواني والعنف أكثر من الأشخاص العاديين فلا توجد دراسة تحدد بدقة هذا الأمر؛ لكن هل هناك سلوك تنمري نحو هذه الفئة؟
يجيب عبد اللطيف: نعم هناك سلوك تنمري نلاحظه سواء على صعيد الأفراد أو على صعيد الأسرة أو المجتمع، وتزداد حدة هذا التنمر لأن الطفل أو الشخص يكون معوقاً؛ أما عملياً فإن سلوك التنمر موجود بين الأشخاص العاديين؛ لذلك أرى أن التخلص من هذا الأمر لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق إلا اذا تعاملنا وفق منظومة ثقافية واجتماعية جديدة.
وأضاف عبد اللطيف: بعد أن صدر المرسوم (١٩) لعام 2024، فإذا أخذناه بحذافيره ستكون سورية في هذا المجال من الدول الرائدة على مستوى التعامل مع الأشخاص وتحد من سلوك التنمر.
أما على الصعيد الفردي والأسري والمدرسي، فهذا موجود ولا يمكن أن ننكره؛ وهذا الأمر يتطلب إعادة ترتيب الثقافة التعليمية والمجتمعية بشكل عام، فالمفاهيم العامة للإعاقة لم تدخل مناهجنا كما يجب، وإنما مازالت عبارة عن إشارات عامة عن وجود أشخاص من ذوي الإعاقة.
والآن أصبحت الإعاقة في مجتمعنا السوري بسبب الأزمة، بأعداد كبيرة، ولا توجد إحصاءات دقيقة بهذا الموضوع..
ووفقاً لعبد اللطيف فإن الحل الوحيد لتعديل الاتجاهات والتعاون والحد من ظاهرة العنف ضد الأشخاص ذوي الإعاقة يتطلب العديد من الجهود المجتمعية لدى كل الوزارات.
وبهذه المناسبة أشار عبد اللطيف إلى أنه ومنذ حوالي الشهر أنهى بحثاً يتعلق بالسلوك التنمري نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وتبين من خلال الدراسة أن نحو 55 % من المتنمرين هم من الذكور والباقي من الإناث وهذه النسبة ليست بالقليلة بالنسبة للعينة التي استهدفها البحث.