اليّدُ باليدِ والقلبُ على القلبِ

سلطنة عُمان في قلب سورية.. وسورية في قلب سلطنة عُمان، هكذا على الدوام تميّزت العلاقة بين البلدين الشقيقين والصديقين.. علاقةٌ عميقة وقديمة، ثابتة ومتوازنة، متجدّدة، وطبيعة تجدّدها ليست إلّا لإثبات قوتها ومنعتها.. مواكبة لكل المستجدات الإقليمية والدولية، وشاهدة على مختلف المراحل، ولاسيما خلال العقد الأخير.. وفيما أصابنا في سورية من حرب إرهابية شعواء بقيت السلطنة الداعم والمساند، لم تتخلَّ، ولم تتبدل، وبقيت اليد باليد، وبقيّ القلب على القلب، وهذا ثبُت في كارثة الزلزال، وكان عون السلطنة حاضراً، كما غيرها من الأشقاء والأصدقاء.
على مدار الحرب على سورية، لم تنقطع الزيارات بين البلدين، لتأتي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى سلطنة عُمان، تتويجاً رسمياً لتلك الزيارات والعلاقات القائمة.
على التوازي، تمضي الدولة السورية بين أولويات داخلية بحاجة للعمل والجدّ وإعادة الإعمار ومجدداً مداواة الجراح والألم من جراء كارثة الزلزال، وبين تعزيز العلاقات مع دول عربية وترميمها مع دول أخرى، لا يثنيها أي عدوان، ولا تكسرها الحرب، إيماناً ويقيناً من الدولة السورية بضرورة تفعيل العلاقات العربية- العربية، وتعزيز الأرضية المشتركة الموجودة مع العديد من الدول كالسلطنة، وإيجاد تلك الأرضية مع دول أخرى غابت فترة من الزمن لعدة أسباب، وأياً تكن تلك الأسباب، فالاتجاه للتضامن والوحدة والتعاون والتكاتف هو الأولوية لأهميته ولضرورة المرحلة، من هنا تأتي زيارة السيد الرئيس للسلطنة، إذ عدّ الرئيس أنّ عُمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها، وأنّ المنطقة اﻵن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
زيارة العمل تأتي في سياقها الطبيعي نظراً لطبيعة العلاقات الثنائية بين سورية والسلطنة، وتأتي أيضاً في سياقها العربي، ولاسيما أن سورية لم تنغلق يوماً على أحد، رغم إغلاق أبواب العديد في وجهها.. فالزيارة تمثل المسار الذي تسلكه سورية، وتبني عليه.. ويمكن النظر لكل زيارة سورية سواء على مقام الرئاسة أو على مختلف المستويات الأخرى، على أنه أكثر من تعزيز التضامن والتعاون، إذ يمكن النظر إليها على أنها كقمم مُصغرة أكثر فعاليةً وجدوى من اجتماعات «الجامعة العربية» التي عملت على تفريق العرب، ولم تعمل على تجميعهم، في حين سورية عملت في كل حين، رغم الصعاب التي واجهتها وتواجهها، على جمع العرب والتأكيد على الوحدة العربية، ومازالت تعمل وتدعو وتؤكد، والزيارة تأتي في هذا السياق.
سورية منفتحة دائماً، وتدرك موقعها وحضورها وأهميتها، والانفتاح العربي عليها هو إدراك من الدول العربية لأهمية سورية ومركزيتها، كما هو حاجة ضرورية و مُلّحة لجميع الأطراف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار