“عيد القوزلة”.. إرث سوري يحتفل فيه أهالي الساحل برأس السنة الشرقية

تشرين- يوسف علي:
يصادف اليوم 14 كانون الثاني بداية السنة الشرقية، وهو ما يسمى بعيد القوزلة الذي لا تزال قرى الساحل تحتفل به، حيث يتبادل الناس عبارات التهنئة بالقول:  “عيد مبارك عليك أوعليكم” أو” كل عام وأنتم بخير”.

وقال الباحث الدكتور حسين صلاح الدين علي من اتحاد علماء بلاد الشام ل”تشرين”: إن “القوزلة” تسمية آشورية من كلمة “قوزلو” وتعني قزل النار أو إشعال النار، حيث كانت توقد النار طلباً للدفء وللطبخ، وتوقد على رؤوس الجبال وأمام المنازل ابتهاجاً وإعلاناً لهذه المناسبة.

وحسب علي، يعود سبب الاحتفال ببدء السنة الشرقية في يوم 14 كانون الثاني، إلى وجود فارق بين التقويمين الشرقي والغربي سببه الإصلاح الذي قام به البابا غريغورس الثالث عشر الروماني على التقويم اليولياني في عهد يوليوس قيصر، حيث يعتبر التقويم اليولياني السنة 365,25 يوماً، أما التقويم الغريغوري فهو يعتبر السنة 365,2425 يوماً، وحسابياً تشكل  فارقاً 13 يوماً بين التقويمين الغريغوري واليولياني حيث يتأخر بها التقويم اليولياني عن التقويم الغريغوري.

وأكد  علي بأن القوزلة ليست عيداً دينياً بل هي مناسبة اجتماعية سورية وفلكية، وتراث وإرث سوري قديم وأصيل وتقليد جميل مازالت بعض مناطق وأحياء محافظة اللاذقية وعدد من المناطق في أنحاء سورية، في حماة وحمص وإدلب وحلب ودمشق والقنيطرة وطرطوس، مشيراً إلى استمرارية الاحتفال بالعيد من العهد الآشوري، حيث يجتمع فيه الناس ويقدمون الضيافات الشعبية والأكلات التراثية ومنها خبز التنور أوخبز القوزلة الذي يخبز فقط بهذا اليوم وهي فطاير عجين  بالزيت  وحب البركة والفليفلة، كما تحضر الكبيبات وأقراص السلق و أقراص العجين المحشوّة لحماً وتسمى “زنكل”، ويقدم التمر وحب الأس والحلويات.

وأضاف: كما كانت بعض القرى  وأحياء المدينة كباب جنة وكفردبيل وبسّين  ودمسرخو وبشلاما وبسنادا والحارة وبكسا والبودي والمران، تقيم أعراس شعبية تشبه ما كان يقام فيما يسمى عيد الزهورية الاجتماعي الذي تحتفل فيه كل شعوب المنطقة وهو يسمى في مصر بعيد “شم النسيم”، كما أن بعض الناس  يقدر عمرهم بسنوات القوزلة، فيقال إن أحدهم عمره يتجاوز (90) قوزلة.

وتابع علي: يستقبل المعايدون بداية رأس السنة الشرقية بسهرة في 13 كانون ثاني، فقد اعتاد أهل القرى على إعلانه يوماً للتّسامح،  وإصلاح ذات البين، ومساعدة الفقراء بالعطايا المادية، وتبادل الزيارات صباح العيد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار