تبدل المناخ يهدد الأجنّة في أرحام الأمهات
نشاهد عبر مختلف شبكات التواصل مقاطع الفيديو حول الفيضانات والحرائق والأعاصير، ولكننا لا نرى الخسائر النفسية البعيدة الأمد لهذه الكوارث الطبيعية، إذّ إنّ كل حدث من هذا النوع يترك آلاف الناجين يتصارعون مع مضاعفات مشاعر الحزن، التوتر والصدمات، وقد تصل بهم هذه التداعيات إلى حدّ الاكتئاب وإدمان المخدرات وتوليد أفكار انتحارية.
وتؤكد دراسات حديثة في مجال الصحة الإنجابية أن للمخاطر المناخية من ارتفاع درجات الحرارة والتلوث وحرائق الغابات تأثيراً سلبياً على الصحة الإنجابية، وتزيد من مخاطر الولادة المبكرة، وإن ثمة أدلة على أن الأمهات من السكان الأكثر تهميشاً أكثر عرضة للتعرض لمخاطر المناخ.
وفي هذا السياق،عملت الباحثة في الصحة العامة ومديرة مركز جامعة كولومبيا لصحة الأطفال فريديريكا بيريرا لعقدين من الزمن على دراسة حول تأثير تبدل المناخ وتلوث الهواء على الأطفال استناداً إلى عيّنات من الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة.
وأكدت الباحثة بيريرا ، أن نتيجة البحث بيّنت أن الأجنّة عرضة لمخاطر صحية خطيرة وتأخر في نمو أدمغتهم نتيجة التلوث عموماً، قائلة: أثبت البحث والدراسة وجود ارتباط وثيق بين انخفاض معدلات الذكاء ومصاعب إدراكية ملحوظة فضلاً عن تطور اضطرابات كطيف التوحد Autism وفرط الحركة ونقص الانتباه ADHD وتغيرات بنيوية في أدمغة الأطفال بارتفاع معدلات التلوث واشتداد حدة تبدل المناخ.
وأظهرت الدراسة نفسها وجود ارتباط بين تبدل المناخ وظهور أعراض اكتئابية واضطرابات نفسية عامة لدى الأطفال في عمر مبكر، كما أعادت الدراسة التأكيد على أن جميع العوامل الضارة في بيئة الأم تنتقل تلقائياً إلى الجنين.
وقالت الدراسة: مع معرفتنا أن جميع الخلايا العصبية التي يبلغ عددها نحو 100 مليار خلية تتشكل في الدماغ أثناء وجودنا في الرحم، فإن مواجهة الضغوطات المرتبطة بالمناخ تصبح أولوية بالنسبة لجميع من يود أن يربى أولادهم بشكل سليم.
وتشير إحصاءات أممية إلى أن واحداً من بين كل 3 أطفال في العالم هم عرضة لواحدة من “الصدمات” المناخية كالجفاف أو الفيضانات أو تلوث الهواء، ما يزيد من عدد المراهقين والبالغين الذين يراكمون منذ سنوات الطفولة اضطرابات نفسية.
وكذلك تربط العديد من الدراسات النفسية الحديثة بين تغيّر المناخ والاضطرابات النفسية.