(الحب ما بيطعمي خبز) لمواجهة غلاء المعيشة.. الشباب يشترطون “فتاة موظفة” للارتباط
تشرين- دينا عبد:
علاقات حب كثيرة لا تدوم ينفصل أصحابها بمنتصف الطريق؛ لأن هذه العلاقات تحتاج إلى مصاريف لا على البال ولا الخاطر؛ ومثال ذلك ما حصل مع الشاب وفيق، فبعد علاقة حب دامت ثلاث سنوات، انفصل عن الفتاة التي كان من المتوقع أن تصبح زوجة المستقبل؛ ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فقد ترك الحب جانباً إيماناً منه بمقولة (الحب ما بيطعمي خبز) وها هو الآن يبحث عن عروس أخرى ولكن شرطه أن تكون موظّفة من أجل مساعدته في تحمل أعباء تكوين أسرة وتالياً لكون الراتب الواحد لا يسد المصروف.
يقول: في الماضي لم يكن الزواج مقروناً بالمرأة العاملة ولا حتى مرغوباً بالنّسبة للكثير من العائلات على اعتبار أنّ العمل خارج المنزل هو مهمّة الرجل فقط، ولكن اليوم الجميع يشجعني على الارتباط بفتاة موظفة نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة.
مضيفاً: يكفي إذا كانت موظفة أن تلبي طلباتها واحتياجاتها والزوج يصرف على المنزل؛ أما إذا وقع كل شيء على رأس الرجل فسوف يموت (ناقص عمر) هذا ناهيك بمصاريف ما قبل الزواج من شراء الذهب الذي باتت أسعاره تحلق واستئجار منزل ومصاريف أخرى تولد فجأة،كل ذلك سوف يقع على عاتق الرجل في حال كانت زوجته ليست موظفة؛ في هذه الحال يجب عليه أن يعمل طوال الليل والنهار حتى يؤمن حياة كريمة لعائلته.
أما لمياء (الموظفة) فقد أبدت رأيها بأن الزواج بات صعباً في هذه الأيام بلا أدنى شك نتيجة الظروف المتغيرة، وصعوبة العيش براتب واحد، ولهذا فالشاب حينما يريد الزواج يفضل أن يرتبط بفتاة تعمل بوظيفة ليس من أجل شيء، فقط لأن الراتب الواحد لا يكفي بالتأكيد، أما إذا دخل على البيت راتبان فإن هذا الأمر يساعد في تلبية العيش بحياة قد تكون كريمة للأسرة الجديدة.
وتحدثت عن تجربتها وزواجها منذ عدة أشهر، وقالت لـ” تشرين”: زوجي موظف مثلي ومع ذلك لتيسير أمورنا اضطررت لشراء الذهب البرازيلي (على عيون العالم) فليس بمقدورنا شراؤه لأنه مرتفع جداً وبالتالي قررنا شراء أثاث للمنزل أكثر جدوى من الذهب، طبعاً هذا حصل بالاتفاق بين الأسرتين؛ فهناك حلّ من اثنين؛ إما أن أتزوج وأقبل بالوضع الراهن أو أبقى في بيت أهلي أنتظر العريس الغني.
أما ناصر المقبل على الزواج والذي يعمل مهندساً في شركة خاصة إلى جانب وظيفته في القطاع العام، بيّن أن ظروف الحياة الصعبة هي التي تجبر الشبان للبحث عن شريكات حياة موظفات، ويعملن لكي يساعدن أزواجهن في أعباء المصاريف الكثيرة، كما أن هناك أسراً تدفع أجرة منزل شهرياً، فالإيجارات تخطت الحدود وأصبح إيجار المنزل أكثر من 350 ألف وطبيعة الدخل الذي يحصل عليه الموظف لا تتناسب مع الأسعار نهائياً؛ أضف لذلك الأقساط الشهرية وثمن أثاث المنزل، وفي ظل هذا الغلاء فإن راتب واحد لم يعد يكفي، لذلك يفضل الشبان الزواج من فتيات موظفات على غيرهن من غير العاملات.
استشارية أسرية: يبقى الحب هو جوهر الحياة واستمرارها
من جانبها، الاستشارية الأسرية نائلة الخضراء لا تحبذ هذا النوع من المشاركة أو اختيار الزواج فكثيرة هي العلاقات التي تبنى على الحب بعيداً عن المادة وتتساءل فيما إذا كان الشاب سيتزوج الفتاة لأنه يحبها أم لأنها موظفة؟، بحسب قولها؛ وتعود إلى الماضي عندما كان الزواج قائماً على اختيار الفتاة من حسب ونسب ولم تكن موظفة بل كانت سيدة منزل بكل ما تعني الكلمة من معنى، كانت وظيفتها فقط تربية الأولاد والسهر على راحة عائلتها.
وأضافت الاستشارية: صحيح أن راتباً واحداً لم يعد يكفي بسبب صعوبة العيش في هذه الأيام، وهناك متطلبات كثيرة ضرورية كمصاريف للأطفال وفواتير ومشتريات لا حصر لها لكن يبقى الحب هو جوهر الحياة واستمرارها.