يا جبل ما يهزك ريح ..؟!

بعد نشر زاوية الأسبوع الماضي (اجتهد فأخطأ)، وردت الكثير من الاتصالات والاستفسارات حول أسباب التأخير في توزيع المازوت خاصة الزراعي والتدفئة.. والمازوت المخصص لجمعية الصيادين في أرواد ومراكب نقل الركاب.

في الحقيقة كانت كلها مؤلمة ولاسيما أن البرد بدأ يفتك بعظام الأطفال والكبار في السن، كما أن المازوت الزراعي الذي تم التلاعب به في ريف القدموس من قبل بعض عناصر التموين وتحويله إلى مازوت صناعي.. هذا التأخير أدى إلى عرقلة إنجاز الخطة الزراعية وخاصة لناحية الزراعات الشتوية كالقمح والشعير .. ونتحدث هنا عن طرطوس، كما أنه قد يؤثر على الزراعات المحمية في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في هذه الأيام، التي قد تصل فيها إلى درحة الصفر وما دون، وهذا قد يؤدي إلى تشكل الجليد (الملاح) العدو السنوي للزراعات المحمية ..
إذ إننا لم نسمع حتى الآن عن تخصيص مناطق الزراعات المحمية بساعات ليلية من الكهرباء تساعد الفلاحين في تدفئة مزروعاتهم كما كان يحدث كل عام ..
وفي الحديث عن المازوت كل شيء مؤلم.. لكن عندما تتحدث وزارة النفط وشركة محروقات عن إدارة القلة، وتجهز لهذه الإدارة برامج ومواعيد، فإن الالتزام بها هو أضعف الإيمان، من هنا نسأل أصحاب القرار في لجنة محروقات طرطوس عن أسباب التأخر في تزويد أصحاب المراكب في جزيرة أرواد بالمازوت (النقل والصيد) لمدة تصل إلى حوالي ثلاثة أشهر؟!
اصحاب المراكب في أرواد، وأهالي أرواد بشكل عام، قدموا كل ما لديهم من مازوت لنجدة الناجين من مركب الموت اللبناني، ونقلوا جثامين من توفوا غرقاً في البحر في حالة إنسانية قل نظيرها .. هؤلاء اليوم أحوج إلى ما يساعد مراكبهم في الإبحار خاصة للصيد، ولاسيما أيضاً أننا في موسم الأعياد – الميلاد ورأس السنة .. وحاجة موائد هاتين المناسبتين إلى الأسماك.
يقول المثل: من شاور الناس، شاركهم عقولهم، وهذا يعني أن من يتفرد بالقرار، ألغى عقول الآخرين، وهذا ما يؤدي إلى الخلل.. كما في لجنة محروقات طرطوس، وتفرد عضو المكتب التنفيذي المختص، والنتائج الكارثية التي نتجت عن قراره في البنزين أولاً، وفي المازوت ثانياً، وفي التراجع بناء على رأي لجنة التحقيق الوزارية ثالثاً.. رغم ذلك لن تستقيم أمور المحروقات في طرطوس وخاصة البنزين، قبل شهر على الأقل .. ويا جبل ما يهزك ريح ..؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار