مساندة سورية مبدأ إنساني عروبي أصيل

تشرين- خميس بن عبيد القطيطي:

يحاول أعداء الشعوب من قوى الاستعمار والصهيونية زيادة وتيرة الضغط على الوطن السوري وفرض حصار شديد على الدولة السورية، وهو في الحقيقة حصار على الشعب السوري الذي لقن العدوان والمؤامرة الدولية درساً كبيراً طوال سنوات الأزمة إدراكاً من هذا الشعب أن صمود سنوات في تماسك الدولة خير من فشل عقود كما يريده أعداء سورية، الذين سخروا جميع الإمكانيات من أجل إسقاط الدولة السورية، لا حباً في الشعب السوري الذي عانى الشدائد بسبب حصارهم الجائر وما زال العدوان قائماً يستغل الظروف من أجل زعزعة هذا الوطن ومحاولة للنيل منه بعدما فشلت المؤامرة بإسقاطه، هؤلاء هم أعداء سورية وأعداء الأمة العربية مع غيرهم من الأدوات التي ادعت الحرص على الشعب السوري وأثبتت الحقائق أنهم يريدون تدمير سورية وإسقاط دولتها، وقد اعترف الجناة بذلك، وهي اعترافات خطيرة عبّرت عن حالة الفشل لتلك المؤامرة وأزاحت الستار عن الأبصار لمعرفة حقيقة ما تعرضت له سورية وما تتعرض له.
قوى العدوان الدولي فشلت في مغامراتها حول العالم من إفريقيا إلى آسيا إلى القوقاز والبلقان ودول أمريكا اللاتينية وغيرها من الساحات العالمية، ومن يبتكر الكوارث ويستنسخ الأزمات لا شك سوف يتجرع نتائجها عاجلاً أم آجلاً، لأن لهذا الكون إلهاً ينظم قوانينه، رب السماوات والأرض القائل جل شأنه: “وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَىَّ مُنقَلَبٍۢ يَنقَلِبُونَ” .
كل الأهوال والمآسي التي حدثت للعالم وبلادنا العربية بسبب وجود هذا الطاغوت الصهيوني الذي احتل أرضنا (فلسطين) وهجر أبناءها ونفذ المجازر فيها، ومن يدعم هذا الكيان هو يتجاوز القوانين الإنسانية والأدلة واضحة فاضحة في شرعنة الاحتلال وجمع المارقون حول العالم لتشكيل وطن قومي لهم في فلسطين ثم المساندة في احتلال أراض جديدة وارتكاب المجازر التي لم تستثنِ طفلاً أو شيخاً أو امرأة، هؤلاء هم الوجوه نفسها التي ارتكبت المجازر في الجزائر وسورية ولبنان واليمن والصومال والعراق وغيرها من البلاد العربية، ويواصلون العدوان ضد أبناء الجمهورية العربية السورية الذين وقفوا حائطاً في وجه المؤامرة.
تحية عظيمة نرفعها لهذا الشعب العظيم وجيشه الباسل الذي قدم التضحيات من أجل بقاء سورية ساحة قوية للمقاومة وقلعة من قلاع العروبة تكسرت على أسوارها سهام الأعداء وأثبتت أنها كطائر العنقاء تخرج من بين الركام والنار منتصرة لقدسية الوطن وأقداسه وقدمت ملحمة الصمود الأسطوري ونجحت في إفشال المؤامرة الدولية لتبقى سورية قلب العروبة النابض التي صبرت وصابرت ولا عزاء للأعداء والعملاء.
اليوم قدم العرب مواقف جيدة رغم تشظيهم وتفرقهم، وقد آن الأوان للوقوف مع سورية في مجابهة هذا التغول المعادي، لذا يجب مساندة سورية بكسر هذا الحصار الجائر بكل السبل والتخفيف من معاناة الشعب السوري العظيم، كلمة نرفعها من هذا المنبر (الوطن) الذي وقف منذ بداية  الأزمة مدافعاً عن الحق وما زال يقف في الخندق السوري التزاماً بالنهج العروبي والمبدأ الإنساني ومواكبة للقانون الدولي الذي يقف على ركيزتي السلم والأمن الدوليين الذي تتبناه لوائح الأمم المتحدة للحفاظ على الاستقرار، وعلى حلفاء سورية والعالم الحر أن يقول كلمة الحق في دعم ومساندة الجمهورية العربية السورية بكل مكوناتها والحفاظ على وحدة أراضيها، وممارسة الدور المنشود إعلامياً عبر مؤسسات المجتمع المدني لمساعدة الشعب السوري في ظل ضائقة الحصار الذي ترعاه قوى الشر وتطوع القانون بالقوة لتنفيذه، “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” ولا شك أملنا كبير في الدول التي تنتهج القيم الإنسانية لتقف في وجه هذا الصلف والتمادي والظلم الذي يستهدف الأشقاء في سورية التي قدمت أول لغة في التاريخ (الهيروغليفية) لتكون وسيلة للتفاهم والحوار بين الشعوب، وقد آن الأوان لرد الجميل لهذا الوطن الكبير. عاشت سورية قلب العروبة النابض.

كاتب عُماني

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار