الرياضة وترحيل الأحلام 

أيام قليلة نستقبل فيها عاماً جديداً، وتشرق شمسه الرياضية المنتظرة بموسم رياضي كله أمل ليبدأ قطاره بالمسير والتحرك، عابراً المحطة تلو الأخرى حسب ما هو مخطط له في البرامج الرياضية على جميع المستويات بعد أن توقف في محطته الأخيرة، وغادر مودعاً حاملاً معه ذكريات متعددة الأوجه والأحاسيس مبطنة بأحلام وأمنيات رياضية، بعضها تحقق وبعضها لايزال في دائرة الأماني والرغبات، وهنا لابد لنا من وقفة للتأمل والتقييم والتحليل بعيداً عن ثقافة المحاباة وتطييب الخواطر وانتظار الرضا من الغير، ومن المهم أن يكون دافعنا وطنياً ولمصلحة الرياضة وتطورها مستقبلاً لأن الحسبة الرياضية الصحيحة وتدقيق نتائج نهاية الموسم الرياضي لهذا العام بتجرد وموضوعية تقودنا لمعرفة غلّاتنا الحقيقية في البيدر الرياضي، هل هي مطمئنة ووفيرة أم عانت أثناء القطاف؟ ولم تعطِ محاصيلها المنتظرة لأسباب منها ما هو مقنع ومنها ما هو ضبابي الرؤيا؟.

لاشك في أن النجاح والفشل الرياضي هما حالتان نسبيتان وخاضعتان لظروف شتى، منها ما يساعد على التفوق والإنجاز، ومنها ما يعيق بشكل أو بأخر دوران العجلة إلى الأمام أو ربما يدفعها للخلف في بعض الأحيان، ولكي نكون منصفين فإن بعض الألعاب الرياضية الفردية أثبتت أنها حاضرة رغم الظروف التي مرت بها واستطاعت أن تثمر حالات من الرضا والتفاؤل في الساحة الرياضية ولدى الجماهير المتابعة كرياضة ألعاب القوة التي توّجت بإنجازات جديدة لبطلنا الأولمبي برفع الأثقال معن أسعد، وأيضاً رياضات أخرى كالسباحة والفروسية والجمباز والشطرنج وغيرها، وهناك بعض الألعاب لم يحالفها الحظ، نتمنى الخير والنجاح لرياضتنا وأن تنال عظيم الإنجازات في العام الجديد 2023 ونأمل أن تكون المؤسسات الرياضية بجميع مفاصلها حاضرة وجاهزة للرعاية والدعم والمساندة للرياضيين وللطواقم الإدارية والفنية في جميع الألعاب والاستفادة الكاملة من المواهب والخامات المتوافرة والإمكانيات المتاحة لأن التأهيل والتدريب المستمرين ووضع الخطط المناسبة والاجتهاد في خلق المناخ الملائم للنجاح والتميز هو الأساس وعليه تبنى الاستراتيجيات وتكبر الأحلام وصولاً إلى رياضة قوية نفاخر بها لها أرضيتها العلمية والمنهجية الصحيحة وخططها التحفيزية والتشجيعية التي تناسب طموحات الرياضيين المميزين ومساعدتهم لدخول دائرة الرياضة العالمية من بوابة الوطن الغالي سورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار