لوحته اختيرت لتعلق في المتحف البريطاني “سيمون معروف” وجه سورية الجميل في المغترب
تشرين-ديما الخطيب:
سيمون معروف فنان تشكيلي سوري من مواليد 1985 فتحت له موهبته أبواب دبي على مصراعيها، فنان شاب مجتهد استطاع خلال عشرة أعوام تحقيق اسم “معروف” ليس على صعيد الإمارات فحسب، بل هو يتجه بخطوات ثابتة إلى العالمية بأسلوبٍ واقعي حديث، تذهلك قدرته على الاحاطة بالتفاصيل الدقيقة وملئِها بالتكاوين المدهشة، مستخدماً في معظم لوحاته ألألون الفاهية والمبهجة، المريحة للعين، وسهلة الفهم، وكأنه في سباق دائم مع نفسه لتحقيق الواقعية القصوى التي هي نهجه ومشربه.
ولد سيمون في دمشق ودرس فيها، ظهرت موهبته في عمر الثالثة عشرة، دعمه أهله وبالأخص أخته، ودرس الفن التشكيلي أكاديمياً في معهد أدهم إسماعيل، لكن الحظ لم يحالفه لدخول كلية الفنون الجميلة، ما جعله في وقت من الأوقات يهجر الرسم حتى كهواية لأكثر من عامين، سافر إلى الإمارات مع بداية الحرب في 2012، وهناك جمعته الصدفة بأصدقاء ألمان أعجبوا بأعماله وطلبوا منه لوحات خاصة، وحينها بدأ بإدخال تقنيات وأدوات جديدة إلى عمله، وبدأت تتحول الهواية البسيطة إلى عمل احترافي ومهنة، وذلك بدعم كامل من أخيه المستقر هناك.
لمعروف ثلاث لوحات جداريّة في برلين رسمها في 2014، وأقام معرضه الفردي الأول في دبي في العام ذاته، وفي عام 2016 شارك بمعرض ” self identities” “هوايات ذاتية – وجوه وفضاءات” في إيطاليا، وشارك مؤخراً بمعرض في “royal academy”، الأكاديمية الملكية للفن البريطاني، في لندن .. إضافةً إلى العديد من المعارض الأخرى في هونغ كونغ ولبنان وألمانيا واليونان.
“تشرين” التقت الفنان الشاب سيمون معروف الذي قال عن اختياره المدرسة الواقعية دون غيرها: “منذ لحظة دخولي عالم الفن التشكيلي لم تستهوني قط الأعمال الفنيّة غير المقروءة، ربما لصغر سني حينها، ولكنّي كنت أميل في صميمي إلى الرسم الذي يقول الدهشة بشكل مباشر وواضح وصريح، دون حاجة إلى الغوص في أعماق الفنان لمعرفة مقصده، أو محاولة فهم سبب اختياره لدرجات اللون هذه دون غيرها، لذلك لم تستهوني قط المدارس السريالية والتعبيرية والتجريدية، ووجدت نفسي أبدع في الرسم الواقعي واستطيع عبره إيصال فكرتي بشكل أنضج وأجمل، كما أنني أبحرت في المدرسة الواقعية بسبب تأثري بالمدارس الغربية وخصوصاً بالفنان الأمريكي “اندي وارهول”، كما أنني تأثرت بالجو العام والبيئة المحيطة، فدبي مدينة تضج بالحياة والحركة والأضواء والحداثة والفن والألوان، وربما لو أنني بقيت في سورية لاتخذ فني طريقاً وأسلوباً مختلفين تماماً، لكن لوحاتي تضج بالألوان المفرحة والمشتعلة بسبب تأثري أيضاً بمن خالطتهم من جنسيات غربية مختلفة، جعلتني أشعر بأنني بحاجة إلى ترجمة هذا الجو الجديد علي”
ويضيف: “لديّ لوحة واحدة تحمل اسم “سورية هي العنوان” وضعت فيها كل عشقي لتفاصيل بلدي وحنيني إليه، وأمنياتي بعودة الفرح والأمان والسلام إلى كل حارة فيه، جمعت في اللوحة بين الباب الخلفي للجامع الأموي وألوان العلم السوري، مبتعداً فيها تماماً عن أسلوبي الحالي في الرسم، أما الغالب على أعمالي الفنيّة فهو ما يسمى بـ “الواقع الفوتوليستك” وهو تماماً الأسلوب الذي استطعت فيه إيصال ما يجول في ذهني وما يعتمر فيه قلبي” مؤكداً أن التكرار في لوحاته هو رسم يدٍ بألوان زيتية وأكرليك وليس طباعة كمبيوتر، وأن الطباعة تجري في حال أراد أحدهم اقتناء لوحته بسعر أقل من سعرها الحقيقي وقتها فقط يقوم بإجراء ما يسمى “ميكس ميديا” للوحة الأصلية.
وعن سؤالنا ما إن كان يطور من أدواته وأسلوبه من حين لآخر أم إنه يشعر بأنه وصل إلى المكان الذي لطالما طمح إليه يجيب معروف: “أدواتي هي ذاتها منذ بدأت عملي الاحترافي، أما “التيكنيك” فهو يختلف من لوحة لآخرى، فكلما رسمت أكثر وتمرست أكثر، تصبح لوحاتي أشدّ واقعية، وهو أمر واضح إذا ما قارنت بين لوحاتي منذ سبع سنواتي ولوحاتي الحالية، كما أن انتقاء الألوان يصبح أكثر سهولة، فقد صرت أعرف خليط الألوان الذي يعطيني اللون الذي في بالي تماماً، وحالياً أنا في بريطانية لدراسة أسلوب “المايستر ليوناردو دافينشي” في معهد مختص يسمى “”old school لأستطيع ملامسة وتكريس الفن التشكيلي بأدق صوره الأكاديمية، مازال أسلوب الفنانين القدماء في الرسم الواقعي مدهشاً ولا يمكن لأحد الوصول إليه – برأيي- وهو ما أحاول تطوير نفسي من خلاله، وبالطبع لم أصل بعد للمكان الذي أحلم به، رغم أن إحدى لوحاتي اختيرت لتعلق في المتحف الوطني في بريطانيا بعد مسابقة ضمت عشرين ألف فنان من مختلف دول العالم، وهو شرف كبير لي أن يتم اختيار لوحتي، أما حلمي الأكبر فهو أن أسس في بلدي مدرسة أو معهداً يعود فيه خيري إلى بلدي الحبيب سورية”..