“التحضيرية” قيد التجريب!

عندما أحدثت السنة التحضيرية في عام ٢٠١٥- ٢٠١٦ استبشر الطلبة خيراً، لأنها ربما تحقق الهدف المأمول من إحداثها كالعدالة مثلاً، الآن وبعد سبعة أعوام في ورشة عمل تقييمية عقدتها وزارة التعليم العالي مؤخراً تعالت الأصوات بين فريق يريد إلغاءها، و ثانٍ يريد العمل على تطويرها، مع الأخذ في الحسبان النتائج التي خلص إليها الاستبيان الذي تم عرضه وشمل ما يزيد على الألفي طالب، إذ خلص إلى ١٥% فقط تطالب بإبقاء التحضيرية، وهي نسبة متدنية جداً، ولها مؤشراتها, وبين ٤٨% تطالب بالعمل على تطويرها، و٤١% تطالب بإلغائها والعودة للنظام المعمول به سابقاً في دراسة الاختصاصات الطبية .

بالتأكيد هذه النسب تشير إلى وجود خلل ما في الأداء أو طريقة التدريس .. إلى ما هنالك، وإلّا ما معنى أن نسبة كبيرة تطالب بإدخال التحسينات.. إذاً ماذا كان يعمل القيّمون عليها ؟..ما الخطط التي تم تنفيذها بهدف التطوير.. كيف نفذت، ماذا عن العقبات؟ ماذا عن موضوع تأليف الكتب أو وضع المناهج التي تعد النقطة الرئيسة في تطويرها ؟.

إذاً الموضوع يحتاج دراسة معمقة ومتأنية من جهة الأسباب التي دعت إلى إحداثها وظروف الحرب مثلاً والتي تلاشت مع عودة الأراضي إلى سيطرة الدولة، أم إنه لمجرد أنها تجربة معمول بها في البلدان المتطورة وأثبتت جدواها .. هنا يجب أخذ الظروف التي نحياها، فلكل بلد ظروفه التي تختلف عن ظروف الآخرين .. أما موضوع العدالة التي يمكن أن تحققها التحضيرية، فحتماً حوله إشارات استفهام كثيرة مادام في استطاعة الأغنياء دراسة الطب البشري بعلامات متدنية لأنهم يملكون المال والجامعات الخاصة تفتح لهم أبوابها.

إذاً،المطلوب دراسة هذه التجربة، وهي أساساً كان معمولاً بها في سبعينيات القرن الماضي، فما الهدف من إعادة التجربة وهل ستبقى في حدود التجربة تارة مع الإلغاء وأخرى مع العمل على التطوير ..وكيف نطور تجربة كهذه وموضوع تأليف الكتب الذي يعد العامل الأساس في نجاحها في حدوده الدنيا من دون أن نعرف أسباب التقصير، أم علينا أن ننتظر عقوداً لإدخال التحسينات، والطلاب وأحلامهم تبقى قيد التجريب؟.!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار