“واقعة” بغمليخ

ليست”واقعة” بغمليخ الأولى، ولن تكون الأخيرة مادام الإهمال سيدَ الموقف.
لا أحد ينكر أن هناك ندرة في المحروقات، وفي المقابل فإنّ ” تجار” السرافيس يأخذون مخصصات يومية تكفي للعمل مدة ٢٤ ساعة.
أيضاً، وحتى نكون منصفين يجب أن نعترف أن العمر الزمني لهذه السرافيس قد انتهى وخاصة أن أحدث سرفيس عمره ٢٢ عاماً، وأن دخول أي آلية إلى المناطق الصناعية يعني نكبة مادية كبيرة في ظل انعدام الرقابة على المناطق الصناعية.. هذا الدور الذي يجب أن تقوم به غرفة تجارة وصناعة طرطوس، لكنها لا تفعل.. من يراقب أسعار الدواليب وتكلفة تبديل الزيت، وغيرها؟
وسائط النقل الجماعي الآمنة غير متوافرة وخاصة للمناطق الجبلية مثل أرياف الدريكيش وصافيتا والقدموس، لكن يصلح هنا في هذه المناطق سعة الـ( ٢٤) راكباً مثل الميكروباصات ، وقد حلت هذه التجربة أزمة النقل منذ عدة سنوات بزج باصات وميكروباصات على كامل خطوط المحافظة تقريباً، لكن غياب الدعم وانعدام الحماية من «زعران» السرافيس الذين كانوا يرمون تلك الباصات بالحجارة أدى إلى توقف التجربة.
الملامة الحقيقية هي لمراقبي الخطوط والشرطة إن كان مخفر الكراج أو الدوريات المتنقلة والثابتة خاصة في نهايات الخطوط مثل الخط الجديد.. فهم يتغاضون عن عدد الركاب والأجرة التي يحددها السائقون وفق أمزجتهم وطمعهم.. حتى إن هذه المخالفات تتم من داخل الكراج رغم أن السائقين مرغمون على عبور الحاجز لختم بطاقة المازوت من قبل عناصر الشرطة، لكنهم يتغاضون عن عدد الركاب وبهذه الحالة يشعر الراكب أن غض النظر هذا أصبح واقعا ، لذلك يصمتون ، وبلا مشكلة مع »الشوفير».
شهدت المحافظة الكثير من حوادث السير التي راح ضحيتها أشخاص أبرياء لا ذنب لهم إلّا أنهم مرغمون على ركوب آليات غير آمنة يقودها أشخاص تغلب عليهم الرعونة، ويبدو أننا مرغمون على تجهيز الكثير من القبور إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.. إذاً لا تكفي قصائد الرثاء، و استنفار جهاز الشرطة للتقليل من هذه الحوادث ..
لسنا سعداء عندما نقول إن شرطة الكراج مقصِّرة، أو إن التقصير من قبل دوريات المرور، ولا نكون سعداء عندما تخالف هذه الآلية أو تلك لأي سببٍ كان.. نكون سعداء عندما يتم التخفيف من حوادث السير وخاصة القاتلة منها، وعندما يتم إيجاد حلٍّ حقيقي لأزمة النقل، ليس في طرطوس وحدها، بل في كل المحافظات التي تتشابه فيها أزمة النقل..
ولأننا نثق بالحكومة، فإننا نأخذ تصريحات بعض أعضائها بخصوص استيراد باصات للنقل الداخلي على محمل الجد مهما كان هذا «المحمل» طويلاً وثقيلاً.. على الأقل يمكن تشغيل بعضها على خطوط ليست وعرة، وهذا “كمون” الحكومة الذي ننتظره..!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار