“تشرين” والانطلاقة الواثقة

سبعة وأربعون عاماً عمر الانطلاقة التشرينية التي عبرت فيها عقود من الزمن حملت في طياتها الكثير من النجاحات في العمل الصحفي الكتابي الذي أبرزت في صفحاته الكثير من القضايا الهامة تناولت مجالات مختلفة منها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تلامس هموم المواطن, سواء من خلال الزوايا الثابتة التي مازالت تحافظ على هويتها, على سبيل المثال زاوية “بصراحة” التي مازالت تحمل هويةً ثابتة في مسألة النقد والمعالجة للكثير من القضايا الاقتصادية تتناول فيها جوانب مهمة من معيشة المواطن ومشكلات تأمينها المرتبطة بالوزارات المعنية كوزارات الاقتصاد , والتجارة الداخلية والصناعة والسياحة ,والتنمية وو…وكل الوزارات التي تعنى بمفصل حياتي للمواطن ,وفي مقدمتها الاعلام لكونه العمود الفقري لأغلبية المجتمع , ناهيك بما حملته الصحف من خلال الزوايا والمقابلات والتحليلات من معالجة لمشكلات عديدة ، وقدمتْ الكثير من الحلول من خلال صحفيين متمرسين بالعمل الكتابي , والبعض منهم مازال مستمراً , و الآخر ارتبطت أسماؤهم كركن أساسي من جريدة تشرين لعقود من الزمن , سجلوا فيها ذكريات مهمة تحمل هوية الإعلام الصحيح في الطرح والمعالجة ولاسيما على مستوى القضايا الاقتصادية المهمة , وطريقة التعاطي مع الأزمات التي مرّ بها اقتصادنا الوطني منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي , مروراً بعقد التسعينيات الذي شهد ارتياحاً نسبياً تعاطت معه جريدة تشرين بالموضوعية والدقة في العمل للموضوعات المطروحة , والحديث عن نتائج الاعتماد على الذات واستثمار الموارد والإمكانات المتوافرة , بسبب الحصار الاقتصادي لتلك الفترة , وتقديم الأفكار والحلول التي كثيراً ما تعاطت معها الحكومة والجهات المعنية بإيجابية ..
أيضاً ما بعد الألفين من القرن الحالي تميزت” تشرين” بموضوعية كبيرة مع المعطيات الاقتصادية واستغلال هامش الحرية الذي تماشت فيه مع معطيات اقتصادية شهد فيها اقتصادنا الوطني انفتاحاً واسعاً نحو الأسواق العالمية وتحقيق انفراجات مهمة على صعيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية ..
لكن المرحلة الأصعب والمهمة في مسيرة العمل التشرينية تكمن في سنوات الحرب والحصار الاقتصادي الظالم على بلدنا والذي بدأت خطواته الأولى منذ العام 2011 وحلقة التآمر الكبيرة على بلدنا , فكانت جريدة تشرين المنبر القوي في نقل الواقع , والمصداقية الكبيرة في التعاطي مع مفرزات الحرب والأزمة الاقتصادية التي رافقتها ومازالت , والتصدي لحالات الفساد للمتنفذين وغيرهم وكشفهم في جوانب عمل الصحيفة , واليوم” تشرين” تخرج بحلّة جديدة , وتحمل هويةً جديدةً بموقع يحتوي على تبويبات مختلفة مواكبة للحدث تتناول قضايا اقتصادية واجتماعية وتحقيقات جريئة , على جانب مساحات واسعة للرأي , وغيرها من متابعات إعلامية تهمُّ الوطن و المواطن وقضاياه اليومية ..
“تشرين” مستمرة بالعطاء , مستمرة بالموضوعية , مستمرة بالنَفَس الوطني الذي يدخل بيتَ كلِّ مواطنٍ سوريٍّ ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار