أهالي اللاذقية متخوفون من الحرائق بسبب عدم استقرار الأحوال الجوية..
باسمة إسماعيل:
في هذه الفترة من كل عام، تتخذ مديرية زراعة اللاذقية إجراءات وتدابير عدة استعداداً لموسم الحرائق، التي تنشط بسبب الأحوال الجوية، خاصة الرياح، الأمر الذي بات يشكل هاجساً لدى الأهالي خوفاً من تكرار سيناريو سلسلة الحرائق التي اندلعت عام ٢٠٢٠ وأتت على مساحات واسعة من الأراضي الحراجية والزراعية بريف المحافظة.
وقال عدد من أهالي الريف لـ(تشرين): الأحوال الجوية هذا العام غير مستقرة كما يبدو، معربين عن أملهم في أن تكون مديرية الزراعة مستعدة لأي طارئ.
بدوره، قال رئيس دائرة الحراج المهندس جابر صقور لـ(تشرين): يتم بشكل سنوي وقبل بداية موسم الحرائق إعداد خطة شاملة لإدارة مكافحة الحرائق، ويتم إقرار هذه الخطة كل عام خلال اجتماع برئاسة محافظ اللاذقية وكافة الجهات المعنية للاستعداد وإجراء ما يلزم من قبلهم في هذا المضمون، بالتزامن مع اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية الهادفة للحد من الحرائق وتقليص مساحتها في حال حدوثها.
وأشار صقور إلى أن أهم هذه التدابير ترميم الطرق الحراجية وخطوط النار، والخطة المقررة لهذا العام بطول 1700 كم، وقد بدئ العمل بخطة ترميم الطرق لهذا العام منذ بداية الشهر، وقد قامت مديرية الزراعة بترميم وصيانة جميع الطرق الحراجية وخطوط النار المنتشرة في المواقع الحراجية والغابات في ريف المحافظة، بحيث تكون تلك الطرق الحراجية سالكة لمرور صهاريج الإطفاء عليها، والدخول إلى أي نقطة ضمن تلك المواقع الحراجية عند حدوث حريق فيها.
كما نوه صقور بأن ترميم تلك الطرق يعود بالفائدة على المزارعين الذين يملكون أراضي زراعية مجاورة للمواقع الحراجية، من حيث نقل محاصيلهم ومنتجاتهم الزراعية، مشيراً أيضاً إلى شق طرق حراجية جديدة في مختلف المناطق الحراجية حسب أهمية كل موقع، وأن الخطة لهذا العام /10/ كم موزعة على شعب الحراج في المحافظة، وقد تم شق مسافة /3.6/ كم حتى تاريخ 20/4/2022، مستثنياً بعض المواقع الحراجية التي لا يمكن تخديمها بالطرق الحراجية نظراً لتضاريسها القاسية (انحدارات شديدة- أو البنية الصخرية التي تعوق شق طرق حراجية ضمنها).
ولفت صقور إلى أنه تمت مراسلة الجهات ذات الصلة لتنظيف جوانب الطرقات العامة وتحت شبكات التوتر الكهربائي، وعلى جوانب السكك الحديدية من الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال، وتوسيع دائرة المشاركة من خلال التعميم على كافة العاملين في مديرية الزراعة ومسؤوليتهم الكاملة في حال نشوب أي حريق بالتدخل أو الإبلاغ عنه تحت طائلة المسؤولية في حال التقصير، مشيراً للقيام بأعمال الاستصلاح للأراضي الزراعية المجاورة للغابات في فصل الصيف (ذروة حدوث الحرائق) وذلك للاستفادة منها في إخماد أي حريق يحدث في تلك المواقع، إضافة لتوزيع صهاريج الإطفاء لدى المديرية على المواقع الحراجية حسب أهمية كل موقع، حيث بلغ عدد صهاريج الإطفاء حالياً /35/ إطفائية وثلاثة صهاريج تزويد، ووضع (20) جراراً مع مقطورة مياه ومضخة لاستخدامها كإطفائية مع الفرق الميدانية في بعض المواقع البعيدة التي لا تصلها الإطفائيات.
وبيّن صقور أنه تم تشكيل لجنة مركزية على مستوى المحافظة برئاسة المحافظ مهمتها الإشراف الكامل على اللجان المناطقية وعلى مستوى الوحدات الإدارية وإدارة الوقاية من الحرائق والتعامل معها، وتشكيل لجان في كل ناحية، مهمتها مراقبة كل الأراضي الزراعية ومنع أيٍّ كان من إشعال النيران ضمن أراضيهم الزراعية، وإحالة المخالفين إلى القضاء وتحفيز الأهالي لمساعدة طواقم الإطفاء في مكافحة الحرائق والحد من انتشارها، إضافة لتشكيل لجنة على مستوى المناطق الأربع برئاسة مدير المنطقة المعنية، مهمتها القيام بجولات ميدانية لتفقد عمل اللجان المحلية المشكّلة على مستوى النواحي، ومتابعة عملها ورفع التقارير المتضمنة الواقع والصعوبات والمقترحات الى اللجنة المركزية.
كما أشار إلى أنه تم تحديث غرفة العمليات المركزية للحرائق في دائرة الحراج من خلال تزويدها بخرائط لكامل المحافظة بمقياس (Ao) حيث تم تقسيم المحافظة إلى 23 قطاعاً، موزع عليها الإمكانات الحراجية لهذا العام بشكل مفصل وحسب أماكن تواجدها، كما زودت الغرفة بشاشة كبيرة تم ربطها مع كمبيوتر موصول على شبكة إنترنت وجهاز الكمبيوتر ببرنامج google earth تظهر توضع الإمكانات الجاهزة والبنى التحتية للدائرة، بهدف القدرة على تقييم موقع الحريق من الناحية الطبوغرافية ومعرفة نوع الحريق (زراعي- حراجي) والطرق المؤدية للحريق و أقرب الإمكانيات، وربط غرفة عمليات الحرائق المركزية في مديرية الزراعة بغرفة عمليات للحرائق في مقر المحافظة مجهزة بالتقنية ذاتها الموجودة لدى دائرة الحراج، من أجل ربط إمكانات المحافظة مع إمكانات دائرة الحراج وتحريكها تبعاً لقوة ونوع الحريق.
وأوضح صقور أنه يتم العمل بالتعاون بين وزارة الزراعة والهيئة العامة للاستشعار عن بعد، لتطوير منظومة الإنذار المبكر عن الحرائق وتحديد موقع الحريق، وإعداد دليل للحرائق وطباعته وتوزيعه على أكبر عدد من العاملين في مجال إخماد الحرائق، بهدف تثقيفهم ورفع مستوى إدراكهم عن الحرائق، وكيفية التعامل معها و الإجراءات المناسبة لتلافي حدوث الحرائق وإدارتها في حال حدوثها، ودراسة مصادر المياه في المحافظة ودعم المناطق الحراجية الفقيرة بالمياه من خلال تركيب خزانات بلاستيكية كحل إسعافي، بسعة تتراوح بين /45-70/ م3، حيث تم خلال الأعوام الماضية تركيب خزانات في (القليلة– كرم المعصرة– قلعة المهالبة- محمية الشوح والأرز– عين التينة– التفاحية- سنابروت) ومن المتوقع خلال هذا العام تركيب خزانات جديدة في كل من /القصب– مفرق الروضة/ في منطقة ربيعة/ و / اسطمنا/ في منطقة القرداحة، وتأهيل بعض الخزانات البيتونية الموجودة سابقاً ضمن المواقع الحراجية لتعبئتها بالمياه والاستفادة منها في حال حدوث حريق في المواقع القريبة، حيث توجد لدينا خزانات جاهزة في قرى (البور- بيت حليبية– الامليك– بسطوير).
وأوضح صقور أن أهم أسباب الحرائق هي التحريق الزراعي- السياحة –الإهمال – الكهرباء- حرائق مقصودة- التفحيم- مكبات قمامة- حرائق خارجية – أعمال إر*ها*بية – سكك القطار .