عماد نصيرات
تحدثنا في مرات عديدة عن إعادة ترتيب قطاع الزراعة في سورية بشكل علمي وجدي وبما يتماهى مع الظروف الجديدة العلمية والاختصاصية لهذا القطاع ومع تموضع الأراضي الزراعية بعد الحرب الظالمة على سورية والحصار الاقتصادي الجائر على الشعب السوري،
فالخطة الزراعية هي أساس العمل الزراعي والإنتاج ، ومن دونها فإن جميع نشاطات المزارعين تصبّ تحت مسمى المغامرة الزراعية ، وكما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى “رأيت المنايا خبط عشواء …. من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم ”
وسبق أن تحدثنا عن الكثير من المحاصيل التي وصلت أسعارها في موسم من المواسم إلى الحضيض، ثم في مواسم تالية عانقت الأسعار عنان السماء كالبطاطا والبندورة والفاصولياء والباذنجان والبصل ..إلخ، ولا أريد أن أعيد ماحصل فالجميع يعرفون .
والآن يتعرض مزارعو محصول الثوم إلى خسائر كبيرة جداً. إذ يباع من أرض المزارع بـ 200 ليرة للكيلو ، بينما التكاليف أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة ، وسوق الهال والشوارع والبسطات و”الطنابر” و”السوبر ماركات” أصبحت متخمة بهذا المحصول ، وفي العام الماضي كانت الأسعار هابطة كذلك ….لماذا ؟! لأن الأغلبية العظمى من المزارعين اعتقدوا أن محصول الثوم سيزرع هذا الموسم بمساحات قليلة لأنه تعرض لخسائر كبيرة خلال الموسم الماضي … فزرعته الأغلبية العظمى وكان الإنتاج غزيراً والتصدير معدوماً، فغرقت الأسواق بالمحصول وخسر المزارعون … وهكذا هي بعض زراعاتنا، تحتاج إلى دراسة تخطيطية علمية مدروسة تعتمد على أسس صحيحة للإنتاج والاستهلاك والصادرات والأسعار والوحدات الإرشادية والمصالح الزراعية المنتشرة في كل مدينة وبلدة وقرية .
اللهم كن بعون مزارعينا ومستهلكينا …. وأنا أبشّر المستهلكين “الفرحانين” بانخفاض أسعار محصول الثوم بأننا سنبتاعه في المواسم القادمة بأسعار قد تتجاوز الخمسة أو الستة آلاف ليرة للكيلو الواحد كما حصل قبل ثلاث سنوات !