منذ سنوات والدولة السورية ومعها الأصدقاء والحلفاء، يحاولون بكل ما لديهم من إمكانات إعادة اللاجئين في دول اللجوء إلى سورية، ويقدمون وسائط النقل المجانية، والمساعدات المادية والمعنوية ويستضيفون من تهدمت بيوتهم في مراكز إيواء تتوافر فيها كل مستلزمات الحياة، لكن تلك الجهود تصطدم بعرقلة واضحة من منظومة التآمر والعدوان، ومن بعض الدول المستضيفة لهم (لغايةٍ في نفس يعقوب).. ومن هنا يمكن النظر في مؤتمر بروكسل، الذي ادعى بأنه أمّن ٧,٦ مليارات دولار لمساعدة السوريين في تركيا والأردن ولبنان وكأن دول الاتحاد الأوروبي التي شاركت في العدوان على سورية قد تحولت إلى مؤسسة خيرية.
إن دول الاتحاد الأوروبي والجهات المشاركة في مؤتمر بروكسل الأخير تدرك تماماً أن معاناة الشعب السوري في الداخل والخارج لا يمكن أن تتم من خلال دعم الجهات الخارجية التي تعرقل عودة اللاجئين إلى ديارهم وإنما يجب أن تكون من خلال الدولة السورية ومن خلال رفع العقوبات الظالمة التي ازدادت قسوتها بعد أن تمت هزيمة الإر*ها*ب واستعادة الدولة السورية سيطرتها على معظم أراضيها.
للأسف لا تزال دول الاتحاد الأوروبي ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ماضية في خلق العراقيل أمام عودة اللاجئين أو التخفيف من معاناتهم في المخيمات التي تحولت إلى بؤر للمتاجرة بالبشر وتصنيع الإره*اب*يين والمرتزقة لزجهم في البؤر الساخنة حول العالم.
إن معاناة اللاجئين هي جزء من معاناة الشعب السوري وأي مؤتمر يعقد وأي مساعدات يتم الإعلان عنها بعيداً عن مشاركة الدولة السورية وعبر أقنيتها الرسمية هي مجرد واجهة أخرى لتشويه الحقائق وعرقلة للحلول السياسية للأزمة، وتعامٍ عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة التي تم تصنيعها، وتشويه كل وسائل الحلول السياسية التي يمكن أن تنهي معاناة الجميع.