غلاء أسعار الحلويات في طرطوس وبانياس يمنع ذوي الدخل المحدود من تذوقها
في جولة لـ “تشرين” على محلات بيع الحلويات، أكد كل من التقنياهم في طرطوس وبانياس ضعف الحركة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار الحلويات بكافة أنواعها، وقال إبراهيم فاضل وهو عضو في الجمعية الحرفية للمواد الغذائية لـ “تشرين” وصاحب محل لبيع الحلويات: إن 70% من الزبائن يكتفون فقط بالسؤال عن الأسعار دون أن يشتروا أي نوع، مؤكداً أن حركة الشراء العام الماضي أفضل بكثير من هذا العام، لافتاً إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية كالسميد والطحين والسكر والسمن والزبدة والمكسرات، وبيّن أن التجار الذين يبيعون هذه المواد لا يعطون فواتير نظامية وهذا يدفع صاحب محل الحلويات لشراء المواد الأولية من سوق السوداء، وبالتالي رفع السعر حسب التكلفة، لافتاً إلى أن سعر كيلو البقلاوة يتراوح بين٤٥ ألفاً وال٧٥ ألفاً حسب الجودة ونوعية الفستق أو الكاجو والسمنة المستخدمة، ويتراوح سعر كيلو المعمول بين 25000 والـ 80000 ليرة، والمشكل من البقلاويات يتراوح بين 45 ألفاً وحتى 90 ألفاً حسب النوعية كذلك.
من جهته قال بسام أحمد (موظف): مرت أغلب أيام شهر رمضان المبارك دون أن يزور (التمر) مائدة إفطارنا وبسبب مطالب الأولاد الدائمة بالحلويات تقوم زوجتي كل فترة بصنع صينية هريسة او قالب كاتو بالرغم من غلاء مكوناتها من سكر ودقيق وسميد، ولكن يبقى صنعها في البيت أرخص بكثير من شرائها جاهزة من السوق بعد أن أصبحت أسعار الحلويات الشعبية كالمشبك والعوامة 10 آلاف للكيلو الواحد، وهذا يفوق قدرتي كموظف وخاصة أن لدي خمسة أولاد.
وأكد حسن خليل أن حلويات العيد التي ارتبطت مع أشياء أخرى في ذاكرته الطفولية ارتباطاً حميماً مع فرحة الأعياد، أصبحت الآن مهددة بالتراجع أمام مزاحمة أشياء ومصاريف أكثر ضرورة، وقال: أخطط مع زوجتي لخبز كمية من المعمول في البيت، إذ لا بد من تلبية متطلبات الأولاد، وخاصة بعد أن وصل سعر أرخص بسكوتة إلى 800 ليرة.
بدوره قال مقداد علي: أشعر بالخجل من أولادي لأنني لن أستطيع أن أقدم لهم ما كان والدي الموظف يؤمنه لنا أنا وأخوتي في أيام الأعياد، وأضاف: ومنذ عدة سنوات لم تدخل الحلويات العربية بيتنا وأولادي لا يعرفون ما هي المبرومة والآسية والبلورية والبقلاوة التي اعتدنا أن تزين طاولة العيد حتى في أشد الأوقات ضيقاً أيام الثمانينيات، وهذا العام أصبحت في حيرة من أمري فحتى الأنواع الشعبية من الحلويات صارت فوق مستوى قدرتنا الشرائية ولكن الحمد لله ما زلنا قادرين على خبز حاجتنا من المعمول وكعك العيد في البيت بالرغم من غلاء المواد الأولية.
وأكدت السيدة هناء أحمد أن حلويات العيد لم تعد حاجة أساسية للأسرة فهناك أولويات في المصروفً والتزامات أهم كتكاليف الدورات التعليمية والمواصلات والحاجات الغذائية الأساسية التي تسهم في الطبخات اليومية.
وبيّن أبو مجد صاحب محل حلويات الذي سألناه عن غياب بعض الأنواع من الحلويات في أسواق بانياس مثل “المبرومة، كول وشكور، والبلورية الآسية”، أن صناعة هذه الأنواع مكلفة جداً بسبب ارتفاع أسعار مواد تصنيعها وخاصة الفستق الحلبي الذي بلغ سعر الكيلو منه 75 ألف ليرة، لذلك يكتفي أصحاب المحلات بصناعة الحلويات الشعبية المعروفة وذات الأسعار المقبولة مثل “الهريسة، المعمول، البرازق، عش البلبل، البقلاوة المغشوشة بقشطة، والعوامة والمشبك وغيرها وتم الاستعاضة عن الفستق الحلبي والكاجو بفستق عبيد وطبعاً جميع الحلويات نصنعها بالسمن النباتي.
وتعتبر السيدة حياة سودان أن الحلويات من الأصناف المحببة لدى أسرتها وخاصة في شهر رمضان، حيث كانت سابقاً تحرص على شرائها وتناولها كل يوم بعد الإفطار، لكن أمام الارتفاع الجنوني –بحسب سودان- لأسعار المواد الغذائية بصفة عامة والحلويات بصفة خاصة لجأت إلى صناعة الحلويات في منزلها رغم ارتفاع أسعار المواد الأولية لها مثل السميد الذي أصبح الكيلو بـ 4500 ليرة، وكيلو الطحين زيرو بـ 3500 ليرة، إضافة إلى ارتفاع سعر السكر وماء الزهر وقالب الزيدة والسمن والزيت النباتي إلى الضعف.
وتفاوتت أسعار الحلويات بين محل وآخر في أسواق بانياس، حيث تراوح سعر البقلاوة المصنوعة بفستق عبيد وسمن نباتي بين 15000 والـ 20000 ليرة، وبلغ سعر الكيلو من الوربات 14 ألفاً، وأصابع شعيرية 15000، وهريسة المكسرات 16000، البرازق بفستق حلبي بـ 28000، وبرازق عادية 23000 ليرة، وتراوح سعر البيتيفور بين 15000 والـ 25000 ليرة، الشكولا فتراوح سعر الكيلو بين 15000 والـ 35000 ليرة حسب النوعية.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس المكلف بشار شدود أكد أن عناصر حماية المستهلك تقوم بشكل يومي بسحب عينات، حيث تم سحب 40 عينة من أكثر من محل لبيع الحلويات وكانت النتيجة 10 منها مخالفة.