ماكرون في مغامرته الثانية نحو الإليزيه.. فشل في سورية وإفريقيا وفضيحة في أوكرانيا

حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، منذ توليه رئاسة الإتحاد الأوروبي بالتناوب ، استئناف علاقاته مع دول القارة السوداء ، بعد إخفاق سياساته فيها , وأراد اعتلاء صهوة الاتحاد الأوروبي وجره نحو تعزيز العلاقات مع الاتحاد الإفريقي ، مستغلاً خلال رئاسته للاتحاد الأوروبي على مدى الأشهر الثلاثة قدراته وفصاحته وتصريحاته غير المدعومة بأي أفعال ، وحصر نياته باستغلال ذلك في الجولة الانتخابية الأولى في 10/نيسان ، لكنه لم ينجح في إعادة تصحيح صورته السياسية أمام الفرنسيين ، لذلك توجه نحو أوكرانيا ، في محاولة لانتزاع لقب البطولة ، من خلال نشاطه وزياراته واتصالاته المكوكية مع موسكو والرئيس بوتين .

لقد أمل ماكرون منع العملية العسكرية الروسية الخاصة ، وتقديم نفسه للفرنسيين والعالم على أنه ” رجل السلام الأوروبي والدولي ” ، حالماً بالصورة الجميلة بوقوفه إلى جانب الرئيس بوتين ليعلنا السلام على سطح الكوكب , عوضاً عن الرئيس الأمريكي .
لكن روسيا أبلغته بأن “هياكل القوة في غير مكان وليست في فرنسا”.
هزيمة جديدة لم يكن يتوقعها , والانتخابات تقترب , فقرر القفز نحو المركب الأمريكي والناتو والاتحاد الأوروبي ونازيي أوكرانيا والعالم ، وقدم أوراق اعتماده إلى جوقة أعداء روسيا ومعاقبيها ومن يبحثون عن تدمير اقتصادها ، وتحول إلى نسخة مشابهة للبريطاني بوريس جونسون , وأطلق عقوباته الفرنسية على روسيا ، واحتل موقعه في حرب الولايات المتحدة على روسيا والرئيس بوتين ، وأطلق يده للمشاركة في تسليح وتمويل زيلينسكي ونازييه ومرتزقته , إرضاء لسيد البيت الأبيض , وطمعاً بدعمه للفوز في الجولة الانتخابية الثانية والحاسمة , وتجديد عقده مع الإليزيه.
وعلى الرغم من تسلحه بالعواصف ، لكن مراكبه لم تسر كما يشتهي , فقد استغلت منافسته وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أخطاءه ونتائج سياساته في إفريقيا ، “وسعيه لفرنسا الأوروبية وليس فرنسا العالمية” , وأن ذهابه نحو إفريقيا لن يجعلها كذلك.
في الوقت ذاته , كشفت وسائل الإعلام زيف ادعاءاته بأنه رجل السلام الذي سعى لتحقيقه مع موسكو في الحرب الأوكرانية ، وفضحت مشاركة الجيش الفرنسي في المواجهة المسلحة في أوكرانيا بموافقته الشخصية , وأن الفرنسيين هناك يتجاوزون دورهم كمستشارين عسكريين للناتو ، حيث قاموا بتدريب جنود كتيبة اّزوف النازية علناً , وقاتلوا إلى جانبهم ضد أهالي دونباس , إضافة لما كشف مؤخراً عن وقوع عددٍ كبير منهم تحت الحصار في مدينة ماريوبول داخل مصانع أزوفستال.
ومن أجل انتخاباته ، سارع ماكرون للطلب من الرئيس زيلينسكي إجلاءهم ، لكنه اكتشف عدم قدرته على التدخل في كتيبة آزوف , في وقتٍ منعه كبرياؤه وحساباته الانتخابية من اللجوء إلى صديقيه البريطاني جونسون والألماني شولتز, فلجأ إلى طلب مساعدة الكرملين وأنقرة لإجلاء المدنيين ( والعسكريين الفرنسيين ) من ماريوبول.
يا لها من فضيحة ، عبر مشاركة عناصر القوات الفرنسية في حلف الناتو في المعارك ضد القوات الروسية , على الرغم من تهديد قائد الكتيبة الفرنسية في الناتو بعقوباتٍ صارمة بحق أي جندي فرنسي يشارك في معارك أوكرانيا , وسط سعي حثيث للرئيس ماكرون لفتح “الممرات الإنسانية” لإخراجهم , وتجنب كارثة أسرهم ونشر إعترافاتهم .
هكذا تتوضح لمسات مهندس الثورات الملونة الفرنسي برنارد ليفي في أوكرانيا , بعيداً عن أسماع الناخبين الفرنسيين الذين يصوتون لماكرون , وللمرشح اليساري ميلونشون , الخاسر الأبرز في الجولة الأولى , الذي كاد يكون الرئيس الفرنسي القادم , والذي وجّه مؤيديه بعدم منح لوبان “ولو صوتاً واحداً , وبحمل السلاح ضدها”, ولم يوجههم لمنح أصواتهم لماكرون بشكل علني وواضح , هل تأكد ميلونشون من يمينية ماكرون وتطرفه بما يوازي وقد يفوق يمينية لوبان , أم إنه يميني اّخر بقناعٍ يساري ؟ ويبقى السؤال , هل سيصب خداع ماكرون المنافق في وسطيته، بمصلحة لوبان الواضحة في تطرفها اليميني؟.
بإمكان الفرنسيين رؤية التدخل العسكري لقوات بلادهم في عهد ماكرون , وسيره وراء مخططات برنارد ليفي لدعم نازيي أوكرانيا والانفصاليين في سورية وعشرات المجاميع والمنظمات الإرهابية في إفريقيا وأفغانستان وغير مكان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة