رنا العضم: «جوقة عزيزة» نقلة نوعية وجريئة نحو الحقيقة
برغم خطورة أصداء الشخصية التي قدمتها في مسلسل “جوقة عزيزة”؛ ألا أنها اختارت المجازفة بتفاصيلها مقدمة مبرراً درامياً عن سبب تواجدها في هذا المكان.. “كشكش” واحدة من الشخصيات الإشكالية التي لها حضورها في هذا المسلسل، وعبر البناء الدرامي للقصة تجعلنا نتفاعل مع ظروفها وربما نتعاطف معها في مكانٍ ما، لتقودنا إلى نهاية مختلفة ومفاجئة للجمهور.
الفنانة رنا العضم التقتها «تشرين» خلال عرض القنوات الفضائية لمسلسل «جوقة عزيزة» خلال هذا الموسم وكان لنا هذا الحوار:
* سأبدأ من شخصية “كشكش”، ومبررات تواجدها في (جوقة عزيزة)؟.
“كشكش” فتاة تعاني من الوحدة نتيجة فقدانها والديها، إضافة لكونها ترزح تحت ظروف معيشية صعبة جداً، الأمر الذي أجبرها على التواجد في بيت “فريدة رجفان” و”عزيزة”، وهي تعمل بائعة هوى نتيجة ظروف معينة، وعزيزة تتعامل مع “كشكش” بمنتهى الطيبة نتيجة ظرفها الصعب ووجود طفلة غير شرعية أنجبتها من أحد الشبان العاملين في الجوقة وهو “سيمون” الذي يرفض الاعتراف بها نتيجة عمل والدتها بالمحظور، وهناك إشكال آخر في صيرورة الشخصية، وهو رفض فريدة صاحبة المنزل الذي تقيم فيه للطفلة، ما يخلق حدثاً درامياً له خطه الخاص بين ما تريده “كشكش”، وبين ما تعيشه نتيجة الظروف الحياتية وأثرها عليها.
* الشخصية تحمل ملمحاً مختلفاً من ناحية المضمون والشكل، كيف تم الاشتغال عليها ضمن حوارية العمل؟
الشخصية تتعاطى مع المحيطين بمبدأ واقعي وإنساني، فهي قاسية مع الذي يظلمها، وطيبة مع من يتعاطف مع وجعها، وهمها ابنتها، وهي إنسانة حياتية تعيش في دواخلها الصراع بين الخير والشر والقسوة والطيبة، لكنها شرسة ببحثها عن مصدرٍ لرزقها .
* هل كانت هناك لمسات من قبلك لتطوير الشخصية ؟
حاولت صراحة التحدث مع الكاتب لفرد مساحة أكبر للشخصية، وسبر معاناتها وصراعاتها، وإيجاد حلٍّ لها عبر خطوط العمل لكنه رفض حينها، لذا قدّمنا حلاً مع المخرج تامر إسحاق بإضافة بعض المفردات التي توّضح بشكلٍ ما صفات الشخصية عبر المشاهد المقدمة.
* رغم الانتقادات لمسلسل «جوقة عزيزة»، هل حاولت النبش بتاريخ هذه الشخصية ومقاربتها مع الواقع؟ .
لكون العمل يحكي عن حياة راقصة، فالانتقادات لن تقلل من كمّ الجهد والتعب والمعاناة لما تم إنجازه، نحن لسنا ضد النقد، لكن أتمنى احترام الجهد المبذول، إضافة إلى أن الذي لم يعجبه المسلسل، يستطيع تغيير القناة ببساطة، أما بالنسبة لـ«كشكش» فهي تمثل معاناة المرأة بكل الأزمنة والعصور، وهي نموذج للفتاة التي غُرر بها تحت مسمى الحب، وأنجبت طفلة، وقررت تحمّل مسؤوليتها متحدية كل الأعراف والتقاليد، فهي طفلة من روحها، وتطالب الأب بتحمل مسؤولياته تجاهها، وأود أن أقول شيئاً:”جوقة عزيزة”، ليس عملاً توثيقياً، ولا ينتمي لأعمال البيئة الشامية، بل هو نقلة نوعية وجريئة نحو الحقيقة، وإظهار لحقبة معينة بشكل درامي وموجودة لكن بقالبٍ فني.
* “كشكش” أنموذج حياتي واقعي لبعض النساء في الحرب، ما الحل الدرامي المطروح عبر سياق العمل؟ .
بعض النساء في الحرب تعرضن للمعاناة نفسها، وأعتقد أنه حان الوقت لكسر حاجز الصمت من الخوف من المجتمع، لأننا لا نقصد هنا المباهاة بالخطيئة، لكن إذا حدث ذلك يجب كسر حاجز الخوف لمنع تكرار الخطأ ضمن منظومة الأعراف والقوانين التي تحكم مجتمعنا الشرقي، لذا تقرر” كشكش” التمرد على واقعها وذلك بالتوبة النصوحة وعيش حياةٍ لائقة بعيدة عن المكان التي كانت متواجدة فيه.
* المخرج والكاتب والفنانون الكبار الموجودون، هل ساهموا بتطوير الشخصية خلال التصوير؟.
الحقيقة كان النجم سلوم حداد دؤوباً على تقديم الملاحظات، وهذا شرف كبير لي الوقوف أمام هذه المدرسة، ومن النادر أن يشرف النجم على إحساس الممثل ويساعده على الأداء، ويكفي أن يجمعك معه عدد من المشاهد كي يتعلم المرء ويستفيد من خبراته، أما المخرج تامر إسحاق، فهو من المخرجين الذين يرتاح الممثل أمام كاميرته، ورغم كل الصعوبات التي عشناها إلا أنه يبقى محافظاً على هدوئه وبسمته، ويعد أي ممثل هو شريك عمل حقيقي.
* جديدك للمرحلة القادمة؟.
** على مستوى الكتابة انتهيت مؤخراً من كتابة فيلم سينمائي مع شريكي بالكتابة علاء مهنا، أما كممثلة حتى هذه اللحظة؛ فلاشيء جدياً…