شغب الملاعب حديث الطرشان

هل سيأتي ذلك اليوم الذي سنقول فيه وداعاً لحالات الشغب والفوضى في ملاعبنا الرياضية أثناء عقد اللقاءات.. وهل ستصبح تلك المهاترات المتبادلة بين المشجعين للفرق الرياضية وأمثالهم من الفرق المنافسة لهم من الماضي وتعود الطمأنينة والهدوء إلى قلوب الحكام الذين لم يسلموا يوماً من حفلات الصخب والتنمر هذه ولاسيما في اللعبتين الرياضيتين الشعبيتين كرة القدم وكرة السلة ، نأمل ذلك ولكن الخوف هنا من أن تكون هذه الحالات غير المرضية في ملاعبنا وصالاتنا قد أصبحت طقساً رياضياً لابدّ من أدائه والتفنن في إظهاره وتقديمه للمجتمع على أساس أنه حالة آنية وفورة حماس وردّ فعل عابر من البعض وليست له أبعاد أو امتدادات ، وقد نسوا أو تناسوا هؤلاء أنهم تحت المجهر وهناك من يشاهد و يقّيم وهناك من يغلق عينيه خجلاً من هذه التصرفات التي لا تعبّر إلاّ عن جهل وضيق في سعة الصدر والروح الرياضية ، وإن ما طالعنا به دوري كرة السلة للرجال مؤخراً وخاصة في مباراة فريق الجلاء الحلبي وضيفه فريق النواعير التي جرت قبل أيام في حلب هو دليل جديد على أن هذه الحالات المحرجة والبعيدة عن الأخلاق الرياضية ما زالت موجودة ومعششة في عقول وأفكار البعض وأنفسهم.. و كما يقال « لا حياة لمن تنادي » وإن هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم رياضيين أو مشجعين ويرون أنفسهم دائماً في موقع الصح ولا يتنازلون عن فكرة أنهم لا يخطئون وأن ما يقومون به هو تصرف طبيعي و رد فعل على ظلم تحكيمي أو خطأ فني أصابتهم شظاياه ..هم أناس ينقصهم الكثير لشملهم مظلة الرياضة فن وجهد وأخلاق، نتمنى والتمنيات في هذه الحالات ضرب من الأحلام ولكن بالإرادة والتصميم والوعي الرياضي من قبل الجميع وتعزيز ثقافة التشجيع الإيجابي عن طريق روابط التشجيع دون المساس بالكرامات وبعيداً عن التجريح يمكن أن نقترب من هذه الأحلام وتصبح حقيقة واقعة .. لنتفاءل بالخير لنجده .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار