في ذكرى تأسيس البعث.. المزيد من العمل لمواجهة التحديات والحفاظ على الدور الريادي

تحل الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وسط تحديات وأخطار كبيرة تفرض نفسها في المنطقة والعالم.
تطورات متسارعة على غير صعيد تنحو باتجاه إعادة تشكيل نظام عالمي ينهي التفرد الأحادي الأمريكي بالعالم، ما يعني أن الاحتفال بهذه المناسبة الماسية يتطلب من الحزب المزيد من العمل لمواجهة هذه التحديات والمسؤوليات للحفاظ على دوره الطليعي والوطني والقومي.
لقد جاء انبثاق البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان كرد طبيعي لجماهير الأمة العربية على ما تعرضت له من ويلات في ظل الاحتلال والانتداب والاستعمار الغربي وتعبيراً عن رفضها واقع التخلف والرجعية والضعف والانقسام، فجاءت أهداف الحزب السامية متطابقة مع أهداف جماهيره الكادحة ومعبرة عن تطلعاتها.
واليوم رغم مرور وقت ليس بقليل، فإن الظروف لم تتغير والاستعمار والهيمنة يطلا برأسيهما بلبوس جديد، وما تشهده الساحة الدولية من متغيرات، ولاسيما في ظل العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا للقضاء على الن*ازي*ة الجديدة، وما يجري خلالها من مواجهة علنية يرمي من خلالها الغرب الأطلسي إلى الإبقاء على تفرده بقيادة العالم وتقسيمه وفق مصالحه ومشاريعه، ويؤكد أن التحديات كبيرة وأن المشاريع مستمرة لفرض الهيمنة.
لقد حقق وطننا بفضل صمود شعبنا وبسالة جيشنا انتصاراً ساحقاً على الإرهاب ومشاريعه، لكن هذا لا يعني أن الحرب انتهت، بل هي صراع مستمر حتى تحقيق الانتصار النهائي، وهذا ما أكده الرفيق الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد، حين قال: «إن ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وأن الهستريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون عن القانون».
باختصار شكلت ولادة حزب البعث نقطة تحول كبيرة في مسار سورية والوطن العربي، ولاسيما في مواجهة التحديات والمشاريع الإمبريالية والغربية التي تستهدف سورية، الدولة والموقع والحضور القومي، حيث كان واضحاً مدى الاستهداف لـ”البعث” وبنائه المتجذّر في المجتمع من خلال ضرب كل المفاهيم والقضايا التي تربط الفرد بوطنه، الأمر الذي رآه وعاينه البعثيون بأم العين على الأرض خلال مواجهتهم العصابات التكفيرية ومشغليها، فكانت ردة الفعل كبيرة من الحزب وكوادره في التصدي لهذه الهجمة البربرية والقضاء عليها، انطلاقاً من الحفاظ على الدور الريادي والقومي لسورية.
اليوم وفي رحاب ذكرى التأسيس وفي ظل تآمر اتباع المشروع الصهيوني وأذنابهم في المنطقة وبتمويل من بلدان النفط التي استساغت استخدام الإرهاب بأدواته الدموية التخريبية الظلامية في سعي مسعور محكوم بالفشل لتدمير المشروع القومي العربي والقضاء على نهج المقاومة الذي يترسخ يوماً بعد يوم فإن التحديات تفرض نفسها على الحزب نفسه للحفاظ على المكتسبات التي تحققت طوال العقود الماضية ولغاية اليوم، وتالياً تطوير العمل ومرتكزاته بما يتواءم مع الواقع الجديد، فالحزب بطبيعته الطليعية المتجددة وتجربته النضالية الكبيرة ومرونته في تحمل المسؤوليات، ولاسيما في القضايا الكبرى، قادر على تجديد المسار بما يضمن لسورية الصمود والمقاومة الاستمرار في موقعها الرائد في المنطقة والعالم.
البعث وكوادره اليوم، وهم يحيون ذكرى الولادة، أمام مسؤولية تاريخية في حشد جهود جميع القوى الوطنية والتقدمية، وإعادة تأصيل مشروع الحزب الوطني والقومي على أسس سليمة تنظيمية وفكرية تراعي مستجدات المرحلة، وتلبي تطلعات شعبنا وأمتنا في الحرية والكرامة والاستقلال والانتصار للحقوق وللقضايا الإنسانية..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار