انخفاض الإقبال على شراء الألبان و الأجبان إلى ٥٠ %

في رمضان هذه السنة لم “يبيض” العديد من الصائمين أيام صيامهم الأولى بتناول وجبات اللبن اللي اعتادوها في مقتبل الشهر الكريم بسبب غلاء الأسعار, و بالرغم من الاستقرار الحالي لأسعار الألبان و الأجبان بأنواعها منذ بداية شهر رمضان المبارك، إلا أن نسبة الإقبال على شراء منتجات الألبان انخفضت بنسبة تتراوح بين ٣٥ إلى ٥٠ % كما قال القائمون على هذه الصنعة.
في جولة لـ”تشرين” على سوق باب سريجة تحدث العديد من التجار عن انخفاض الإقبال و إعراض الناس عن الشراء عند معرفتهم للسعر أو “تسكيج” حاجتهم الملحة للمنتج بنصف الكمية المعتادة، إذ قال أحد التجار: يشتري الناس نصف الكمية التي اعتادوا شراءها في رمضان الماضي مكرهين لاحتياجهم لها لكون الأسعار ارتفعت بعد غلاء الأعلاف و قلة مساحة المراعي بسبب الجفاف .
و في سؤاله عن التكاليف أجاب: نشتري كيلو الحليب البقري من المربي بسعر 2000 ليرة ونبيعه للمشتري بـ ٢٢٢٥ ليرة.
أما لبن الغنم و هو الأكثر طلباً فيبلغ سعره ٣٥٠٠ ليرة، و بالنسبة للجبنة فأسعارها متراوحة حسب جودة نوعيتها ما بين ١٣ ألف ليرة للبلدية الممتازة و ١٢ ألف ليرة للعادية.
أما النوعية الثالثة خالية الدسم فيبلغ سعرها ٨٠٠٠ ليرة وجبنة “الشلل” الممتازة بـ٢٢٠٠٠ أما العادية بين ٢٠ ألفاً و ١٨ ألف ليرة.
وأوضح بائع آخر: ما يتحكم بالسعر هو الأعلاف و المحروقات و لكون اللبن مادة أساسية فمازال الناس مضطرين لشرائه ومن دون تذمر نظراً لحاجته الماسة.
وأكد أنه منذ ٥ أشهر حتى الآن تحافظ الأسعار على استقرارها و بزيادة تقريبية ٤٠ % عما قبل, و تتراوح الأسعار بين ٢٢٠٠ للحليب و ١٠٠٠٠ للجبنة البلدية حتى ١٨ ألفاً لنوع “حلوم” و “الشلل” و اللبن بـ ٢٧٠٠ بفارق ربح لا يتجاوز ٦ % من المربي للمشتري- حسب قول التاجر.
و في اتصال أجرته “تشرين” مع عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للألبان و الأجبان أحمد السواس أكد أن أسعار الألبان و الأجبان مستقرة من قبل حلول شهر رمضان بأسبوع, و أن الجمعية قامت بتقديم بيان تكلفة لمديرية التموين متضمناً الأسعار المعتمدة حالياً.
وأشار السواس إلى أن نسبة الإقبال على شراء الألبان و الأجبان انخفضت بنسبة ٣٥ إلى ٥٠ % أما الأسعار فقد ارتفعت بمعدل تقريبي ٦٠ % عن العام الماضي و يعود السبب إلى الارتفاع الكبير في سعر العلف الذي يصل سعر الكيلو منه إلى ٢٣٠٠ ليرة و كل كيلو علف يقابله كيلو حليب بفارق ٤٠٠ ليرة للمربي ما ينتج عنه خسارات كبيرة للمربين المعتمدين على العلف في إطعام الماشية بغياب المراعي بسبب الجفاف و قلة المطر، الأمر الذي اضطر بعض المربين إلى العدول عن مهنة تربية الماشية و ذبح ما عندهم منها بغرض بيعها لحماً أو التخلي عن جزء من القطيع و بيعه تفادياً للعجز الكبير الذي حلّ بهم.
و أرجع السواس سبب الغلاء الكبير في سعر الأعلاف إلى رفع الدعم عنها من قبل الحكومة حيث اعتادت مؤسسة الأعلاف سابقاً على تزويد المربين بأعلاف بخسة الثمن و الآن بغياب الدعم يتحكم تجار “السوق السوداء” بالأسعار لذلك و ضبطاً لتزايد الأسعار يجب دعم المربي بالأعلاف بأسعار مقبولة.
و أضاف السواس أنه و علاوة على غلاء الأعلاف و عدول ما يقارب ٢٥ % من المربين عن المهنة، فإن عدم القدرة على تزويد التجار بلبن الغنم لصعوبة المواصلات يسهم كثيراً في رفع الأسعار لتزايد الطلب على شرائه، و في حال توفره فإن بإمكانه تخفيض سعر الألبان بشكل عام إلى ٣٥ %

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار