في ظل هذه الفوضى العالمية والتخبط الحاصل وإعادة خلط الأوراق بين اللاعبين الكبار وأزمة النفط والغذاء ومشتقاتهما على مستوى العالم لم تعد مجدية كل أساليب الرقابة على الأسواق والباعة وخاصة في أسواقنا نحن بعد عشر سنوات من الحرب الطاحنة والحصار الاقتصادي الذي غيّر جميع معادلات البنى التحتية والخدمية والاقتصادية حتى وصلت إلى السلوك الفردي وأصبحنا نتابع جرائم وأحداثاً وتصرفات لم تكن تمتُّ إلى مجتمعنا بصلة أو حتى تشبهه ، ومهما تفتقت أفكارنا عن حلول اقتصادية فإنها أصبحت لا تتماهى مع الأحداث الدائرة على مستوى المعمورة وكما يقول المثل الشعبي: « اللي بيشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبتو» لأن ما يحدث على مستوى العالم من الناحية الاقتصادية هو أكثر من زلزلال أو بركان اقتصادي انعكس بشكل خطير على مستوى العالم وتأثرت به الدول الخمس نجوم بشكل خطير.. فما بالك بالدول ذات النجمتين أو النجمة الواحدة.. والدول غير المصنفة حتى.. وأي دعوة لتكثيف جهود الرقابة التموينية أو الصحية أو الجنائية في الأسواق لدعم عمليات تثبيت الأسعار أو مكافحة الغلاء والغش هي كمن يعالج مرضى السرطان بحبوب السيتامول… فالموضوع بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، وأخشى فيما أخشاه أن تكون الأوقات القادمة أكثر سوءاً أو سواداً علينا…ولا نستطيع في ظل هذا الزلزال العالمي الذي هو بمنزلة حرب اقتصادية عالمية إلّا أن ندعو لتجارنا بالهداية والرجوع إلى الله وضمائرهم ونخوتهم ورجولتهم لكي يترفقوا بالفقراء والمساكين وخاصة من وصفهم القرآن الكريم بالمتعففين وهم شديدو الفقر.
عماد نصيرات
5 المشاركات