بطولة شطرنجية بإطار مهرجاني
فعالية رياضية شطرنجية وطنية عكست بتنظيمها الجيد وإدارتها الموفقة ورعايتها الصادقة صدى جميلاً وسمعة طيبة ارتقت فيهما إلى مصاف المهرجانات الرياضية المميزة من حيث عدد المشاركين و الانطباع الراقي الذي رافق عملية التحضير والتنفيذ والمتابعة، إنها بطولة الجمهورية للشطرنج للفئات العمرية التي اختتمت منافساتها مؤخراً في عروس الساحل لاذقية العرب بعد أن أظهرت لقاءاتها حالة رياضية تنافسية شائقة للمتابعين وللرياضيين المشاركين فيها والبالغ عددهم / 250 /لاعباً ولاعبة من أغلب المحافظات، وقدمت أيضاً أنموذجاً حضارياً سورياً لتنظيم الفعاليات الرياضية وإدارتها من ألفها إلى يائها، وهنا يحضرنا القول المعروف: « على قدر أهل العزم تأتي العزائم » فهذه الجهود التي بذلت وغيرها من الأعمال التي ساعدت على نجاح هذه البطولة لم تكن لتثمر وتؤتي أُكلها لولا وجود ذلك الإحساس الوطني الجامع لمنظميها والقائمين عليها وأصحاب أهم الفعاليات الاقتصادية من أبناء المجتمع المحلي في محافظة اللاذقية ، هذا الإحساس المفعم بالإيمان بأن سورية قوية وقادرة بإمكاناتها وبعزيمة أبنائها أن تكون موطناً مؤهلاً وآمناً لإقامة البطولات والفعاليات الرياضية واستضافة الوفود والاهتمام بمتطلباتها المختلفة ، فتنظيم الفعاليات الرياضية وقيادتها بالشكل الجيد هو نصف النجاح.
وحتى يكتمل هذا النجاح ويحقق استثناءً و يخطو نحو التميز لابدّ له من بعض اللمسات الإبداعية من المعنيين بالأمر وترجمتها إلى أرض الواقع إجراءات وتدابير إدارية ملموسة كالاهتمام الزائد في استقبال الوفود المشاركة والمدعوين من الضيوف وإحاطتهم بأجواء الطمأنينة والسعادة وتوفير جميع المتطلبات الضرورية للاعبين والإداريين والفنيين.
نتمنى أن تكون هذه البطولة الوطنية ذات الإطار المهرجاني للعبة الشطرنج قد حققت أهدافها كمحطة تقييمية واختبارية مهمة للاعبي ولاعبات الشطرنج من مختلف المحافظات وأظهرت العديد من المواهب والخامات الجيدة والجديدة التي يمكن الرهان على نجاحها وتميزها مستقبلاً، ولاسيما أن هناك استحقاقاً رياضياً هاماً للعبة الشطرنج يتمثل في البطولة العربية التي ستستضيفها سورية خلال الأشهر القادمة، ونأمل أن تصيب عدوى الاستضافات الرياضية المهرجانية الكبيرة بقية الاتحادات الرياضية من باب «ما حدا أحسن من حدا ».