رمضان كريم
الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بالصحة والعافية والخير والبركة، ويزداد معه الحصار الجائر على وطننا الغالي، وسيطرة الاحتلال الأمريكي والتركي على أجزاء غنية بالثروات الوطنية ساهمت في المزيد من معاناة شعبنا على أكثر من صعيد، فارتفعت الأسعار عالمياً للمواد الغذائية والطاقة بشكل لافت للنظر، لكن هذه الأزمات ومع الشهر الفضيل ينبغي أن تحرك المشاعر لدى الميسورين والتجار ليبذلوا أموالهم في سبيل تخفيف المعاناة عن الفقراء، والحد منها خاصة لمن لم يجد الطعام والدواء والمستلزمات الأساسية لسبل العيش.
في هذا الشهر الفضيل ينبغي أن تتضافر الجهود من أجل مزيد من الرحمة والمساواة بين الغني والفقير، فالصوم عبادة يعلمنا على الصبر ويكسبنا الإرادة للشعور بالآخرين، ويحملنا مسؤوليات جسام في الابتعاد عن الغش والجشع والكذب والنفاق والبخل واستغلال الآخرين، من منطلق أنه شهر الخير وصلة الرحمة بين الناس.
المؤسسات الدينية المتعددة مدعوة ليس في هذا الشهر الفضيل فقط، أن تمارس دورها التوعوي في التكافل الاجتماعي لمساعدة الناس، بل في جميع الأوقات والأيام، بغية منع أساليب الغش والجشع، “من غشنا فليس منا” -كما قال رسول الله(ص)-، وبالتعاون مع الجهات الرقابية لتمارس دورها بشكل أكبر وعلى مدار الساعة في مراقبة المخالفين والمستغلين أينما كانوا وفي كل الأوقات.
نقول ذلك لأننا ما نجده على أرض الواقع من ممارسات جشعة من أغلبية التجار لم تعد مقبولة، وبحاجة شديدة إلى الحزم في العديد من المجالات للقضاء على تلك الظاهرة المستفحلة من الجشع وسرقة الناس بأشكال عديدة.
المؤسسات الدينية المختلفة أمام امتحان كبير في هذا الشهر الفضيل، لتمارس دورها في أماكن العبادة بدعوة الميسورين ليكونوا عوناً لغيرهم، ولمصداقية التعامل من قبل العاملين في الشأن المعيشي مع الناس، لتحقيق معاني ودلالات هذا الشهر الفضيل، ليكون شهر البذل والعطاء لا وقت المنع والاحتكار، كما يمارسه العديد من التجار الجشعين، الذين غابت الرحمة من قلوبهم، وأعمت الأموال بصائرهم، فبات همهم الأوحد المزيد من الاكتناز حتى لو كان ذلك على حساب الناس.