الغاز.. فوق التأخير نقص
إن الأسرّ في حيرة من أمرها إزاء كيفية تدبير احتياجها من الغاز المنزلي خلال شهر رمضان المبارك الذي يفرض استهلاكاً مضاعفاً لحتمية الطهو اليومي لوجبات الإفطار.
المشكلة الأكبر كما يعلم الجميع تتمثل في الانتظار الطويل حتى يحين الدور وتستلم الأسرة أسطوانتها والذي تزيد مدته غالباً عن شهرين ونصف الشهر، في حين أن الاحتياج هو أسطوانة واحدة كل حوالي عشرين يوماً مع التقنين الشديد في استعمالها.
ما يزيد الطين بلة أن الأسطوانة أحياناً تفرغ قبل مرور أسبوعين على تركيبها، والسبب يعود إلى نقص كمية الغاز السائل بداخلها عن الكمية المقررة والبالغة 10كغ، وإذا أبعدنا احتمال وجود تلاعب من المعتمدين أو في وحدة الغاز، فإن النقص الحتمي ناجم عن تفاوت وزن الأسطوانة وهي فارغة، حيث إننا رصدنا بأم العين لدى أحد المعتمدين أربعة أوزان لأسطوانات فارغة متعددة المنشأ، فواحدة بوزن 14.6 كغ وأخرى بوزن 14.95 كغ وغيرها 15.35 كغ والأخيرة بوزن 15.6 كغ، أما أوزان الأسطوانات الممتلئة فجميعها بحدود 24 كغ، وهنا يلاحظ بالتدريج أن هناك نقصاً في الغاز السائل المستحق يتراوح ما بين 600 غرام كحدّ أدنى و1.6كغ كحدّ أعلى.
يعود السبب فيما يحدث إلى أن وحدة تعبئة الغاز المتنقلة في درعا تعتمد في عملها الوزن القائم لا الصافي، وهذا ما يخلف عدم إنصاف المواطن في حصوله على الوزن المستحق له من الغاز السائل، ووفق الحظ فيمكن أن يحصل مواطن على أسطوانة فيها غاز سائل أقل أو أكثر من غيره.
بعد السؤال المهم: أين يذهب الوفر الناتج عن نقص كمية الغاز السائل في الأسطوانات بسبب تفاوت وزنها فارغةً؟ فإن المأمول إيجاد آلية تنصف المواطنين، وذلك من خلال معايرة مجموعة فرد التعبئة في الوحدة لتعبئة كمية 10كغ غاز سائل مهما كان وزن الأسطوانة وهي فارغة.. فهل تُعجز أهل الكار الطريقة لذلك، أم سيستمر حديد الأسطوانة الزائد يأكل من غاز المواطن بلا أي وجه حق؟