يبقى يوم الجلاء محطة مهمة لابد من الوقوف عندها لأنه يلخص كفاح شعب ضد الاستعمار وإرادة صلبة لا تعرف المستحيل خاصة إذا أخذنا في الحسبان اختلال موازين القوى بين شعب لم يكن يملك إلا الأسلحة البدائية وبنادق الصيد والأسلحة البيضاء في مواجهة الجيش الفرنسي المحتل الذي كان يمتلك المدرعات والمدفعية والطيران.
لقد حاول بعضهم أن يثني يوسف العظمة عن التوجه إلى ميسلون لمواجهة القوات الفرنسية الجرارة بذريعة اختلال ميزان القوى التي يعلمها العظمة جيداً لكنه أبى أن يسجل التاريخ بأن الغزاة قد دخلوا دمشق من دون مقاومة الغزاة حيث كان استشهاد البطل يوسف العظمة الشرارة التي أوقدت جذوة النضال على كامل الأرض السورية واستمرت الثورات التي شارك فيها كل السوريين على اختلاف طوائفهم وأديانهم واثنياتهم، وتسابق الجميع إلى ساحات المقاومة ترجمة لشعار “الدين لله والوطن للجميع”، هذا الشعار الذي أفشل سياسة “فرق تسد” التي انتهجها المستعمرون ..وحقق الجلاء.
إن عيد الجلاء كان وسيبقى عيد الأعياد لدى الشعب السوري ومناسبة متجددة لاستقاء دروس التضحية والفداء منها وشحذ الهمم لمواجهة كل من يحاول حرفه عن خياراته الوطنية والقومية.
إن سورية تعيش أوضاعاً صعبة بسبب العدوان الإرهابي المدعوم من أمريكا ومن دول الاستعمار القديم لكن إرادة الشعب السوري التي حققت الجلاء لاتزال تمتلك إرادة الدفاع عن كل ذرة في تراب الوطن ولاتزال بطولات يوسف العظمة وصالح العلي وحسن الخراط وسلطان الأطرش والأشمر ومريود وهنانو وآلاف الأبطال من ثوار الجلاء تجدد الهمم وتقوي الإرادة حتى طرد كل القوى التي دخلت البلاد من دون موافقة الحكومة السورية والتي يصنفها القانون الدولي كقوات محتلة يجب طردها بكل الوسائل المتاحة.
محي الدين المحمد
6 المشاركات