يوم العزة والأمل
لو تنطق الأرض قالت: إني جدث في الميامين آساد الحمى ناموا
لولا اليقين ولولا الله ماصبرت على النوائب في أحداثها الشام.
تحل غدا الذكرى الـ 76 لعيد الجلاء وتحل معها مشاعر الفخر وصور البطولة، نستذكر تضحيات وبطولات من صنع الاستقلال لننعم بوطن حر سيد مستقل . نستذكر أبطالاً شهدت لهم ساحات الوغى على امتداد أرض الوطن، وشهد على بطولاتهم عدوهم ، بل إن هذا العدو راعه ما واجهه من جسارة قل نظيرها ولعل وثائق المستعمر الفرنسي واعترافاته اللاحقة خير دليل لنفخر ونمضي مرفوعي الرأس إننا أبناء هؤلاء الأبطال وأبناء هذه الأرض المعمدة كل ذرة من ترابها بالدم الطاهر.
ذكرى الجلاء حدث بارز ومحطة وعي لمعنى الوطن ووحدة أبنائه وطهارة أرضه و محطة لاستكمال المسيرة .
لم يكن أصدق من الشعر وأعذبه في التعبير عن عظمة الذكرى وقدسية الحدث .
يوم الجلاء هو الدنيا وزينتها لنا ابتهاج وللباغين إرغام .
يا راقداً في روابي ميسلون أفق جلت فرنسا فما في الدار هضام .
حين تحلق الروح في فضاءات الشموخ والعزة وتستذكر أمجاد وبطولات من صنع الاستقلال تقف بشموخ واعتزاز لتقول للقاصي والداني : نحن أحفاد أبطال عظام لن نرضى إلا السير على هديهم ونكمل مسيرة النضال لكي ينعم وطننا بالحرية ويتم تطهير ترابه من كل دنس الإرهاب والمرتزقة والاحتلال .
في هذا اليوم المجيد ، وفي كل لحظة يسطر فيها وطننا نصراً، نستلهم المعاني الكبيرة المتجسدة في عيد الجلاء لنأخذ منها زاداً لنضالنا، يتجدد الأمل بلا حدود دفاعاً عن هذه الأرض المقدسة التي لا تزال تسقى حتى اللحظة من دماء أبنائها لكي تشع شمس الجلاء التي لن تغيب أبداً في أرواحنا، والتي ستبقى تغمرنا أنوارها كل صباح لتمدنا بعنفوان الحرية والاستقلال الذي لا نزال ندفع ثمنه حتى اليوم .
ما نواجهه في الحرب المفروضة على وطننا ما هو إلا شكلاً جديداً للاحتلال والاستعمار ، الأمر الذي يحتم علينا وحدة الكلمة والصف لتطهير تراب الوطن من دنس الإرهاب صنيعة دول الاستعمار نفسه .
اليوم ونحن نقف بخشوع أمام قداسة بطولات رجال الاستقلال وعظمة الأسماء نؤكد الثبات على درب الحرية والاستقرار والشموخ والإصرار على دحر الإرهاب والاستعمار الذي لا يزال يتكالب ويستشرس علينا للنيل من شعبنا ووطننا.
في هذه المناسبة المقدسة ننظر للمستقبل بأمل ففي هذا الوطن رجال عاهدوا الله أن يبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل أن يبقى حراً وعزيزاً يجددون العهد والوعد على أنهم سيبقون في خندق واحد لصد كل طامع ومحتل وإرهابي ولسان الحال يقول :
يوم الجلاء ، والأيام شاهدة ، يحمي حماها من الأفذاذ أفهام.