آثاريون يدعون المنظمات الدولية للمساهمة في ترميم التراث السوري الذي دمره الإرهاب
أوصى منتدى “استعادة التُراث السوري وإحياء المجتمعات المحلية” بضرورة دعوة المنظمات الدولية إلى تعزيز نشاطاتها في سورية، ودعوة منظمة اليونسكو لاستئناف مهمتها في الحفاظ على مواقع التراث.
ورأت توصيات المنتدى – الذي انعقد في دبي بين الفترة من 20-21 آذار 2022، بحضور مجموعة من خبراء وخبيرات التراث الثقافي البارزين- أن الوقت قد حان لكي تستأنف اليونسكو نشاطاتها، ولكي تعمل المنظمات الدولية غير الحكومية من أجل ترميم مواقع التراث السوري وتعافي المجتمعات المحلية، منوهة بأن التراث المادي وغير المادي عانى من أضرار بالغة خلال 10 سنوات من الحرب في سورية، واضطربت حياة المجتمعات التي تعيش حول مواقع التراث اضطراباً كبيراً، في حين يعمل السوريون المخلصون مع مجموعة صغيرة من المؤسسات والمنظمات الدولية على حماية التراث السوري.
وكان أجمع على التوصيات الواردة في بيان صادر عن المديرية العامة للآثار والمتاحف والذي حصلت “تشرين” على نسخة منه، جميع المشاركين في المنتدى الدولي، وهم 65 خبيراً وخبيرة بالتراث الثقافي ينتمون إلى 15 دولة، ويمثلون منظمات وطنية ودولية، إلّا أن القيود التي تحد من النشاطات الدولية في سورية لم تعد تشمل المشروعات الخاصة بالتراث الثقافي، “وبالتالي أصبح بإمكان المنظمات الدولية غير الحكومية، والمؤسسات الثقافية والأكاديمية، والمنظمات والمؤسسات البحثية، استئناف نشاطاتها، والعمل من أجل الحفاظ على مواقع التراث وترميمها”. وبرّرت التوصيات هذه المسألة بأن هذه المواقع ينبغي أن تعود إلى سابق عهدها، وتكون المورد الرئيس للتنمية الاجتماعية الاقتصادية للمجتمعات المحلية التي تعيش فيها وحولها.
وذكرت التوصيات أيضا أنه على السلطات السورية المعنية، وضع خطة تعافٍ شاملة للتراث تُعرّف الاحتياجات وذلك بمساعدة من المنظمات الدولية، وتنفّذ عمليات التقييم، وتحدّد الأولويات ومراحل التدخل، وذلك لتوجيه التعاون الوطني والدولي، موضحة أنه خلال إعداد تلك الخطة، يُمكن الاعتماد على التدخلات الموجّهة قصيرة الأمد التي من شأنها أن تحدث أثراً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً باعتبارها استراتيجية مرحلية مؤقتة.. ومن التوصيات أيضاً بناء على خطة تعافي التراث، ينبغي للسلطات السورية وضع استراتيجية تواصل لتوعية الجمهور والمؤسسات، على الصعيدين الوطني والدولي، وتشجيع المؤسسات الفنية والمالية على المساهمة في تنفيذها.. وآخر بنود هذه التوصيات أنه ينبغي للسلطات السورية المعنية بدعم من المؤسسات الوطنية والدولية، وضع استراتيجية تمويل للمشروعات التي تحددها خطة تعافي التراث.. الجدير بالذكر أن المنتدى الدولي حول مواقع التراث السوري المسجل على لائحة التراث العالمي، كان قد انعقد في إطار فعاليات “إكسبو دبي 2020″، واحتضنه الجناح السوري في المعرض، وذلك بدعوة من “الأمانة السورية للتنمية” وبمشاركة خبراء من مديرية الآثار والمتاحف السورية.
وكان المدير العام للآثار السورية محمد نظير عوض قد صرّح لـ “تشرين”: “يُعد هذا الحدث فرصة مهمة للحوار بشأن التحديات التي تتعرض لها مواقع التراث العالمي السورية والمسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع في صونها وحمايتها لكونها جزءاً مهماً من تراث الإنسانية”.. وأشار عوض حينها إلى أن جناح سورية في “إكسبو دبي 2020” ينظم بالتعاون والتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية الملتقى الدولي حول التراث الثقافي السوري أو حول مواقع التراث السوري المسجلة على لائحة الخطر.. هذا وقد شارك في هذا الملتقى الدولي عدد من الخبراء الدوليين وهم من محافظة دمشق: المديرية العامة للآثار والمتاحف، وعددٌ لا بأس به من الخبراء، ومن مدينة حلب خبراء في الترميم والقانون وإدارة المواقع وخبراء في أعمال التوثيق وغير ذلك.
وكشف أنه إضافة إلى الدعوات التي وجهت إلى هؤلاء الخبراء من الأمانة السورية للتنمية، كانت هناك دعوات أيضاً إلى علماء آثار سبق لهم أن عملوا في سورية كمديرين لبعثات وسبق لهم أن نشروا أبحاثاً عن سورية وأيضاً؛ هناك دعوات تم توجيهها إلى عاملين وخبراء في قطاع الآثار من مؤسسات مختلفة وكان العديد منهم حاضراً في هذا المؤتمر وشارك عدد كبير منهم عبر تقنية “سكايب” بمداخلات مهمة جداً..