الحمد لله فقد خرجت من هذا «المولد» بكامل العقل وبُعد النظر وقراءة المستقبل..أما بعد، فقد بعت سيارتي شام 1800 cc منذ عام 2019 حتى قبل أن «أجهزها» ببطاقة البنزين من «تكامل»، ولم يكن الحديث حينها عن “تقسيم” الشعب السوري إلى فئات مدعومة وأخرى غير مدعومة، ولم تخبرني العصفورة أن هذا سيحدث.. المهم أنني أنزلت همّي عن كاهل الحكومة ولم أعد عبئاً عليها مثل إخوتي السوريين الذين مازالوا يتمسكون بسياراتهم ويربكون الحكومة وأعضاءها ومعاوني أعضائها.. لذلك فلن ينطبق عليَّ ما قاله فصيح الحكومة عن تمسك أصحاب الدخل المحدود بسياراتهم المهترئة «المهرتكة».. وكيف أنها تحمّل الحكومة أعباء مالية واقتصادية وأخلاقية أيضاً من تأمين المحروقات والزيوت والدواليب بالقطع الأجنبي..
لم أبع سيارتي عبثاً، بل إن بُعد نظري ورجاحة عقلي، أنبأاني بالقادم، فقلت في سري – ولأني أكره «المنّية» يجب التخلص من هذا الهمّ.. ليس همّ تأمين البنزين، بل الخوف من الدخول الخطأ في طابور البنزين الحر.. وأنا أحمل بطاقة تخوّلني تعبئة 20 ليترٍاً كل عشرة أيام..
بُعد نظري أيضاً؛ دفعني لكتابة زاوية منذ فترة قصيرة تمنيت فيها أن يُمنع المسؤولون من التصريح لوسائل الإعلام، أو تركيب كواتم صوت وفلاتر لهم، وعلينا أن نفهمهم بلغة الإشارة.. كنت أتوقع سماع تصريحات تصمّ الأذن كتصريح السيد المعاون، أو على هذه الشاكلة، وخاصة بعد أن وصل الاستخفاف بعقول السوريين إلى درجة الاستغباء..!
غريب أمركم؛ من تخاطبون، ولمن تصرحون..؟! هل تم تفويضكم من الحكومة للاستهتار بهذه الطريقة بعقول المواطنين، أم إنها من «بنات» أفكاركم؟!
أقسم، إنه مثل هكذا تصاريح مزعجة من عيار أرض – جو، لم يتجرأ أيٌّ من المصرّحين النظر في عيني المذيع، لأنهما يعلمان سلفاً درجة تصديقنا لهما.. يا أعضاء الحكومة رفقاً بنا؛ لن نتحول إلى «قوارير» مهما بلغ استهتاركم بنا..!
سلمان عيسى
71 المشاركات