التربية والتعليم
انخفضت في السنوات الأخيرة ميزانية التربية والتعليم في العالم لترتفع على حسابهما ميزانية التسلح.
فالتعليم والتربية يمثلان القوة البشرية اللازمة للتنمية البشرية الكاملة.
فالعلم والتربية ضروريان للتعبير عن السلام وتحقيقه، وهما الركنان الأساسيان للمجتمع القادر على بناء نفسه وغيره من المجتمعات، وميزانية التربية والتعليم في العالم لا تقارن بميزانيات التسلح والإنفاق العسكري الذي تجاوز الأرقام المقدرة والمقدر له أن يزداد إفراطاً.
فمن الملائم والمناسب أن تحظى ميزانيات التربية والتعليم بالاهتمام اللازم للعمل على تحقيق مسيرة حقيقية نحو السلام ونحو نزع الأسلحة المدمرة أوعلى الأقل تحجيمها.
من هنا نجد أن الحاجة ماسة لتحرير الموارد المالية واستخدامها في الصحة واستثمارها في التربية والتعليم.
فنمو أي بلد مقرون بتفاعل ثرواته الثقافية وثقافته الشعبية والاقتصادية وتطوير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لكون جو وبيئة الثقافة معدومين في جو السلاح والحرب الذي هو هدم بطبيعة الحال للإنسان والمجتمع.
لذا أرى أن العالم بحاجة إلى نماذج تربوية تعليمة عالمية تلحظ بناء السلام ثقافة وعملاً بدءاً من الأسرة ومروراً بالمدرسة والجامعة على كل مراحلهما وبدعم من وسائل إعلام تربوية تثقيفية موجهة يديرها مختصون أكفاء مؤمنون بقدسية عملهم وحتمية التغيير المجتمعي.
وبتضافر الجهود التربوية والتعليمية والإعلامية يمكن زرع بذور وبناء لبنات راسخة تمهد لثقافة السلام التي تلحظ التعبير عن الذات وتنّمي المواهب الخاصة وتستفيد منها، وهذا العمل هو التزام بزرع هذه البذور الثقافية وبناء لبناتها والعمل مع الآخرين واجتذابهم في ظل استراتيجية تخطط وتعمل من أجل الآخر فالعمل هو التضامن والطريق لتحقيق السلام في البلدان والمجتمعات والعالم أجمع.