حذر الرئيس الفرنسي ماكرون من أزمة غذاء غير مسبوقة على خلفية الأزمة الأوكرانية، ولكن الرئيس الفرنسي لم يذكر كيف يمكن تجنب هذه الكارثة، وما يعرفه الرئيس الفرنسي يعرفه الرئيس الأمريكي بايدن لكن مسؤولي الغرب لم يبذلوا أي جهد لتخفيض التوتر بل على العكس يسعون إلى إطالة أمد الحرب من خلال إيصال المزيد من السلاح والإره*ا*بيين إلى أوكرانيا، ومن خلال الوعود التي يكيلونها للرئيس الأوكراني وهم بذلك يصبون الزيت على نار الأزمة مع إنهم يعلمون جيداً أن المواجهة العسكرية لن تكون لمصلحة أحد.
إن أزمة الغذاء العالمي في تصاعد مستمر ذلك لأن أمريكا والغرب عموماً وخلال العقود الماضية عملت على خلق المزيد من الأزمات والصراعات في جميع البلدان التي يمكن أن تكون منتجة السلال الغذائية كالسودان واليمن والعراق وسورية، وفرضت العقوبات على بلدان أمريكا الجنوبية وعلى معظم الدول التي لم تركع للإدارة الأمريكية ومغامراتها العسكرية واستباحتها السياسية.
لقد أكد الخبراء أكثر من مرة أن الأرض يمكن أن تنتج ضعف ما يحتاجه سكان العالم ،ومن الممكن زيادة إنتاج الغذاء بشكل مستمر ولكن ذلك يتطلب الإصحاح البيئي والاستثمار الأمثل للمياه وتطوير البحوث المتعلقة بمكونات الإنتاج الزراعي إضافة إلى دعم البلدان المنتجة للغذاء وتقديم الدعم والخبرات للمزارعين، لكن أمريكا والغرب عموماً يقدم السلاح الفتاك، ويدرب الجياع على استخدام السلاح، ويدفعهم للإره*ا*ب والارتزاق من الحروب، ويسد طرق العيش الكريم.
إن العالم ومعه العديد من الدول الغربية بدأ يعاني ولو بدرجات متفاوتة من أزمة في الغذاء وفي الطاقة وفي الأمن وهذه الأزمات مرشحة للتصاعد إذا لم ترتدع أمريكا وحلفاؤها عن خلق الأزمات وفرض العقوبات على الدول والشعوب وعن تغذية الصراعات المسلحة بالسلاح والإره*ا*بيين.