معرض الفنان “محمد الركوعي”.. حضورٌ إبداعيٌ متميّزٌ يطبعُ جمالياتِ اللوحة
لم يسمح الفنان التشكيلي الفلسطيني “محمد الركوعي” لإنتاجه الغزير بأن يكرر نفسه في أي عمل من أعماله واستطاع بعد إطلاقه من معتقله في الأراضي المحتلة أن يطلق معه مدرسته التي منحته هوية فنية خاصة به وقّع بها لوحاته الكثيرة مستفيداً فيها من مدارس متعددة.. من هنا تستضيف “صالة الخانجي” للفنون الجميلة في حلب معرض الفنان محمد الركوعي..
عن هذا المعرض وإقامته في حلب وأهدافه يقول “الركوعي”:
زارت معارضي قبل الحرب على سورية معظم المحافظات السوريّة وفي عام 2019 تم تحديد موعد لإقامة هذا المعرض في حلب وتمّ تأجيله بسبب وباء “كورونا”, واليوم عدت لأقيمه في “صالة الخانجي” وضمّ 49 لوحة متعددة القياسات والتقنيات وجميعها بالإكليريك لكن لكل مجموعة عامل تقنية معيناً، وإبداعاً لا تحدده إلا جلستي مع اللوحة وجلستي مع الألوان وإحساسي بالتعبير فنياً، وبالتالي ليس الهدف من أي معرض بالنسبة لي تسويق الأعمال أو الشهرة، فالشهرة تأتي من خلال أعمال أي فنان وتميّزه في تقديم تجربته.. إنّما الإنسان لديه دائماً طموح بأن ينشر فنّه وإبداعه بين الناس ويعرض أعماله على الجمهور وعليه ألا يحتفظ بفنه داخل مرسمه أو لأصدقائه أو ضمن محيطه فالفن للجميع؛ للشعب، للفنانين ليروا تجربة هذا الفنان ويتمّ التواصل معهم بشكل مباشر من خلال إقامة المعارض.
أما عن تجربته الفنية فيقول: تضيف لوحاتي شيئاً جديداً للفنّين السوري والفلسطيني وطوّرت عدة مراحل فيها، فأعمالي غير مكررة وغير مطبوعة وجميعها يدويّة، ففي ظل التطورات الحديثة يمكن لأي رسّام طباعة صور “طبق الأصل” عن الأعمال على الكمبيوتر وتنفيّذها والتوقيع عليها، ومن هنا يأتي الفارق بين الرسّام والفنان، وعلينا اليوم الاهتمام بالأعمال اليدوية وتقديمها كما يجب.. ومن هنا أحاول دائماً إيصال رسائلي للناس بأنّ هذا هو فني الذي يتكلم عنّي ويحكي قضيتي وأحلامي وأحلامنا بالعودة والانتصار وأحلامنا بعودة سورية كما كانت سابقاً وإلى الأمام دائماً.
وعن دور المرأة وحضورها في أعماله يتحدّث قائلاً: المرأة رمز كبير ورئيس، ولها حضور في معظم أعمالي، وهذا تقدير لها فقد تبوأت عبر التاريخ مكانة هامة وهي ليست نصف العالم بل هي التي تُوجِد العالم وتُولد البشرية، والمرأة في فلسطين لها دور نضالي فهي أمّ الشهيد وأمّ الأسير وكانت أمّ معتقلة.. أما المنديل الذي أرسمه على رأسها فيرمز إلى السيدة مريم العذراء التي هي من “بيت لحم” الفلسطينية وكذلك لباسها الشعبي.. أما بقية الرموز ففيها من السريالية والواقعية والخيال والتكعيبية ومن تجربتي، ولعبت بكل هذه الوسائل حتى أخرِج فناً متكاملاً له بصمة تخصني تطبع مدرسة فنية خاصة بي كما بقية الفنانين.