حين يصادق البعض على ملح بنكهة الزرنيخ تصبح حياتنا جميعاً في خطر !!!
ملح ساحة شنشار مثالاً ...
حين يفسد الملح تصبح الحياة بطعم الأزمات وجشع تجار لا يبالون أعاش الناس أم ماتوا ..وهنا لم أتحقق من أسماء الذين تواسطوا حين اكتشف أمر فساد صفقة ملح كانت ستمر لو أن الجميع قبل بالبيانات الجمركية ووافقوا على مرور ” ملح بنكهة الزرنيخ “ليتسلل إلى بيوت السوريين ويتربع على موائدهم ولا نبالغ إذا قلنا إن إيقاف الشحنة من أشخاص بعينهم كلفهم ودفعوا ثمن حجزها في ساحة محطة شنشار للقطارات بالقرب من ” صوامع الحبوب”الكثير من الأرق والخوف ، وعليه نامت التحاليل في الأدراج المعتمة لأكثر من ثلاث سنوات دون أن ينبس أحد ببنت شفة، وجبل الملح المستورد من دولة مصر والبالغة كميته / 3600/ طن ملح صلب كانت تفوح منه رائحة نتنة وفقاً لمديرية “تموين” حمص وشهود العيان، عدا عن كونه يحتوي على نسبة عالية من الزرنيخ حسب ما أثبتته التحاليل المخبرية …وعليه صار واجباً أن نكون أكثر شكاً ودراية بما نضيفه لخبزنا وطعامنا،.
و بالأمس وفي اجتماع عقده وزير الصناعة في المدينة الصناعية بحسياء أطلق الصناعي عدنان سليمة صرخة مفادها بأن الملح السوري المستخرج من الملّاحات بشكل عام مخالف للمواصفة السورية ومنخفض كلور الصوديوم، ما يتسبب بخسائر جسيمة لصناعيي بعض المواد الغذائية كالأجبان والمخللات وغيرها مع تقديمه التحاليل المخبرية الحديثة ” غير الرسمية” التي قام بها في معمله، تثبت أن أغلب العينات من الملح الخام الموجودة في الأسواق “تدمري،جيرودي ،جبولي” مخالفة للمواصفات القياسية السورية مع التنويه بأن الملح تعرض لعملية غسيل في المعمل ذاته وكان متدني المواصفة مع نقاوة منخفضة وقساوة مرتفعة ووجود شوائب عالية وحجم حبيبات صغير لأسباب ردها إلى رغبة أصحاب الملّاحات بجمع أكبر كمية من الملح ذي الرطوبة العالية التي تتسبب بزيادة في الوزن وتحقق أرباحاً إضافية .
بدأت قصة اكتشاف الملح الذي يحتوي زرنيخاً بعد اتصال مع مديرية ” تموين” حمص يؤكد أن كمية الملح الخام الخشن البالغة كميته 3600 طن غير صالح للاستهلاك البشري ونتيجة التحري وتحليل المادة تم اكتشاف مواد ذات سمية عالية سامة (الزرنيخ)بعد أن تم سحب عينة بالطريقة القانونية من كامل الكمية الموجودة في ساحة المحطة بموجب ضبط العينة رقم ٨٦٠١٨٠ تاريخ ١٤/٣/٢٠١٨ وتم الإحتراز عليها في ساحة التفريغ لتتربع المكان حتى كجبل يحتاج من يزحزحه ليتسنى للقاطنين هناك الشعور بالارتياح وخاصة أن البعض أبدى تخوفه من تسرب المواد السامة إلى الآبار القريبة، خاصة في مواسم الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة عادة ولمضي بضع سنوات على وجود الملح الفاسد .
أكدت الوثائق أن كمية البيان 269 هي 3200 طن والبيان 302 هي 8500 طن وتم إبراز شهادة تحليل رقم 202 صادرة من الشركة العامة لمرفأ طرطوس- مديرية المخابز المركزية الخاصة بالبيان الجمركي 302 بأنها مطابقة وصالحة للاستهلاك البشري وتستخدم في الصناعات الغذائية، وكذلك نتائج المعاينة من قبل كشافي الجمارك عدد ٢ تبين أن المادة هي ملح خام خشن وصالحة للاستهلاك البشري وتستخدم في الصناعات الغذائية وصدرت نتيجة العينة لدى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص بأن العينة مخالفة بسبب انخفاض نسبة كلور الصوديوم في المادة الجافة عن ٩٧٪ وبلغت ٩٥٪ وارتفاع الزرنيخ عن أعلى حد مسموح به وبلغ 1.3 كما هو موضح بشهادة التحليل رقم 204 وبالتالي فإن المخالفة جسيمة ،و تم التحرز على الكمية الأكبر في ساحة التحليل في شنشار، كما تم الاحتراز أيضا على كمية 50 طناً بمعمل ملح ع. ص و 50 طناً بمعمل ملح ع. س و35 طناً بمعمل م. ج تم شراؤها من الكمية المذكورة ضمن المدينة الصناعية بحسياء .
بقي أن نذكر أن سورية استوردت أكثر من مليون طن ملح في الفترة الواقعة بين 2016و2019 حيث تم إيقاف الاستيراد بقرار وزير الاقتصاد لوجود البديل المحلي، وللعلم فإن الملح يستخدم في صناعة الصابون والشامبو والمستحضرات الصيدلانية وغسيل الكلى ويجب أن يكون ذا نقاوة عالية، وما يصل إلى معامل الملح بشكل عام لا يفي بالغرض المطلوب وعليه يلجأ بعض الصناعيين إلى شراء ملح مهرب !!