بانت الكهرباء على حقيقتها خلال الأسبوع المنصرم وبداية هذا الأسبوع؛ فهي خفيفة الظل محتشمة ابنة عائلة تقية، قليلة المكوث في أغلب البيوت والأحياء والمدن، وأكثر من ذلك، فهي مع اشتداد الرياح واشتداد البرد والزمهرير كانت صامتة تتمنع عن الدخول إلى تجهيزات الإنارة والتدفئة.
ولشدة حيائها كانت ومازالت تطل برأسها كطفلة بريئة تمد لسانها ممازحة سكان البيوت والأحياء والقرى وتغيب في الحال لدرجة أن بعض الأهالي قاموا بترصدها خلف الأبواب وهم يحملون الهراوات لضربها وإفقادها الوعي لتمكث عندهم فترة أطول!!
لم تنفع كل محاولات الاستجداء، وعبارات التملق بل بقي الحال على حاله، وينذر بواقع أسوأ ..
سألنا واستفسرنا مع بقية خلق الله، لكن الجواب دائماً مبهمٌ..(دقدسنا) على قولة أهل الريف الساحلي، فكان الجواب أن المحولات لا تتحمل الحمولات الكبيرة التي يفرضها التقنين الجائر..أي إن الأسرة ستقوم بكل الأعمال المنزلية من غسيل وكي وتسخين المياه خلال نصف ساعة هي مدة الوصل في كامل هذه الفترة، لذلك تفصل هذه المحولات ويغيب التيار إلى أن( يفطن) عمال الطوارئ أو يقوم أحد بإبلاغهم.. وفي كل الحالات فإن التغذية لن تعود إلا بعد خمس ساعات ونصف الساعة ..
اقترحنا ذات مرة أن تقوم عناصر من الطوارئ بالتجوال في الأحياء التي تكون فيها التغذية لمراقبة عمل المحولات وخاصة بعد أن علمنا أن 30 بالمئة من المحولات في مدينة طرطوس استطاعتها ضعيفة وتفصل قواطعها بعد خمس دقائق من التغذية.. واقترحنا أيضاً أن يتم الإعلان عن وظائف شاغرة تحت مسمى(الواصل) وهي نقيض القاطع على أن يقوم هذا الموظف بالدوام بالقرب من مراكز التحويل، بحيث يقوم بوصل القاطع عندما تفصل من شدة الحمولة.. يعني حوالي عشرة موظفين في كل مدينة حينها توفر وزارة الكهرباء الكثير من جهد عمال الطوارئ، وتخفف تكاليف الاتصالات على المواطنين التي تفوق تكلفة فواتير الكهرباء .. ربما هذا الاقتراح لن يكون مقبولاً إذ لا توصيف له في مسابقة التنمية الإدارية، أو إنه عالي التوتر وبالتالي يحتاج عدادَ ” تريفاز”.. !؟
سلمان عيسى
71 المشاركات