العلاقات الاقتصادية السورية – الإماراتية شراكة أشقاء تترجمها الأفعال
علاقات الأشقاء دائماً (متجذرة ) رغم بعض الانعطافات التي تحكمها بين الحين والآخر , إلا أن العلاقة الصحيحة تعود لتتصدر المشهد دائماً بالتميز والاستفادة وتسخير ذلك لخدمة الطرفين , وهذا ما ينطبق على العلاقات السورية – الإماراتية التي بدأت تأخذ منحى جديداً في العلاقة الأخوية , يحمل بكل محتواه الأخلاقي والإنساني والاقتصادي والاجتماعي علاقة جيدة تترجم أفعالاً على أرض الواقع.
الخبير الاقتصادي الدكتور حيان سلمان يرى من خلال تصريحه ل”تشرين” أن الزيارة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مؤخراً تحمل الكثير من المعاني والدلالات التي تحمل بداخلها كل مقومات العمل المسؤول الذي يهدف لخدمة شعبي البلدين وترجمة فعلية للأخوة التي تجمعهما.
وفي الأهمية الاقتصادية للزيارة فقد أكد سلمان اهمية العلاقات الاقتصادية وضرورة تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع بما يخدم مصلحة الجميع وخاصة في ظل ظروف دولية صعبة الكل يتجه فيها لتحقيق مصالحه , من هنا تأتي أهمية الزيارة التي تجسد العلاقة الاقتصادية الجيدة , وخاصة في هذا الوقت الذي يعيش فيه العالم على صفيح ساخن وحالة توتر كبيرة في كل الاتجاهات والمجالات.
وأضاف سلمان: إن العلاقات السورية- الإماراتية شهدت تطوراً كبيراً ويمكن ان نذكر بعض المؤشرات التي تؤكد هذا التطور منها على سبيل المثال لا الحصر:
كانت الإمارات من أكبر الدول المستثمرة في سورية وتجاوزت استثماراتها قبل الحرب الكونية على بلدنا سقف 20 مليار دولار , أغلبها في المجالات الاستثمارية والعقارية والسياحية وغيرها , ولكن ظروف الحرب أدت الى تراجعها بشكل كبير وبعضها توقف.
أيضاً عادت العلاقات (والعود أحمد) من جديد وتفيد آخر الدراسات الاقتصادية بان الإمارات العربية المتحدة هي من أكبر الشركاء التجاريين لسورية وتحتل من إجمالي التجارة الخارجية لسورية 14% فهي الأولى عربياً والثانية على الصعيد العالمي، كما أن الإمارات من أوائل الدول العربية التي شعرت بالظلم الواقع على بلدنا فأعادت فتح سفارتها , وتم الاتصال بين القيادتين , وبعدها تمت مشاركة سورية في معرض ” إكسبو 2020 ” ممثلة بوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية , ومن ثم اللقاء بين وزيري الموارد المائية في البلدين حيث تم الاتفاق على بناء مشاريع مستقبلية جديدة للتعاون الاقتصادي واستكشاف قطاعات استثمارية جديدة يمكن من خلالها توسيع دائرة التعاون بصورة أوسع وأشمل.
علماً أن بعض المعلومات تؤكد أن الاستثمارات السورية في الإمارات قدرت بنحو نصف مليار دولار , ونشاطات كبيرة تمت خلال السنوات الأخيرة وذلك من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك , وبالتالي كل هذا يمهد بأن العلاقات تتطور بشكل كبير وسيكون لزيارة السيد الرئيس تأثير كبير على تطور العلاقات وعلى كل المستويات , خاصة أن الإمارات هي لؤلؤة الخليج وبدأت تقلل من الاعتماد على النفط في حسابات التنمية كما بدأت بتطوير قطاع الخدمات وتجسد ذلك في إنجاز الحكومة الإلكترونية , إلى جانب مؤشرين مهمين: الأول يكمن في أن نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الإماراتي بحدود 83% سنة 2020 في حين كانت 43% في عام 1975 , وتراجعت نسبة مساهمة القطاعات النفطية في الناتج الإجمالي الإماراتي من 57 % لعام 1975 إلى 17% خلال عام 2020 .
ومن هنا نقول إن سورية والإمارات تستطيعان الاستفادة من خبراتهما وخاصة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة والخدمات والاقتصاد وغيرها من المجالات التي يمكن تطويرها واستثمارها بالشكل الأمثل خدمة للجميع..