بطولات في طي النسيان
تسميات عديدة لدورات رافقت انطلاق النشاط الكروي في عاصمة الرياضة السورية حلب، كانت أولاها في الأربعينيات من القرن الماضي وتجسدت ببطولة الدرع الوطنية ويومها شهدت تنافساً كروياً لنجوم برزوا وساهموا ومثلوا منتخب الوطن ورفعوا اسمه عالياً في أرجاء المعمورة، وكانت بمناسبة انطلاق بطولة مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر التي شاركت فيها فرق قوية لكن لم تستمر البطولة رغم نجاحها طويلاً.
لتبرز بعدها بطولة حلبية أطلق عليها اسم (درع بلدية حلب) لكرة القدم بمشاركة فرق حلبية واستمرت حتى الثمانينيات وحققت نجاحات لافتة في مجال تحقيق التنافس بين الفرق المشاركة ثم غابت كما غابت بطولة المحافظات السورية لكرة القدم التي كانت توثق العلاقة بين لاعبي أندية المحافظة الواحدة والذين كانت لهم مشاركات خارج أسوار الوطن .
وجاءت الخطوة الجديدة التي أتحفتنا بها لجنة الصحفيين الرياضيين حين أطلقت مسابقة كروية حققت نجاحاً لافتاً، لكن ومنذ أكثر من عشر سنوات توقفت البطولة التي حققت الغاية التي من أجلها كانت الفكرة وهي زيادة الاحتكاك بين الأندية السورية، ما يعطي زيادة في الخبرة لدى اللاعبين وخصوصاً الشباب منهم الذين يعانون بشكل كبير من قلة الخبرة نتيجة عدم مشاركتهم بمباريات سوى مباريات الدوري والكأس، إضافة لشغف جماهيرنا الكبير بمتابعة بطولات ومباريات أكثر لأنديتهم المفضلة، ما يولّد أيضاً خامات جديدة تكون جاهزة لتمثيل الأندية والمنتخبات الوطنية في كل المحافل، فضلاً عن ذلك لتحقيق ريوع مالية للّجنة. وأملنا كبير بأن تعيد اللجنة الجديدة للصحفيين الرياضيين هذه المسابقة المهمة وأن تكون في أولويات عملها القادم.
الجدير ذكره أنه وقبيل سنوات كانت هناك مساعٍ لإعادة النشاطات الرياضية لمجلس مدينة حلب (بلدية حلب)، وفي اجتماع موسع مع رئيس مجلس المدينة كانت هناك أفكار عديدة لإعادة درع البلدية إضافة لنشاطات سلوية، ورغم الحماسة لدى الجميع لكن المفاجأة المخيبة أن المسألة لم تخرج إلى دائرة التنفيذ. ولم تقتصر النشاطات السلوية على الدورات التنشيطية بل تجاوزتها لإقامة دورات بمشاركات عربية.
أما اليوم فنحتاج إلى زيادة النشاط الرياضي لكرتي القدم والسلة كي نوفر الاحتكاك وكي لا نطلق عبارة «بطولات في طي النسيان».