يتابع العالم بقلق بالغ تطورات الأزمة الأوكرانية وذلك بسبب الطيف الواسع من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية فضلاً عن تأثيراتها الكارثية على الصعيدين الأمني والعسكري..
إنها ح*ر*ب عالمية بالفعل قسمت العالم إلى معسكرين متخاصمين يخوضان ح*ر*باً بالوكالة ومن خلف الستار على رقعة محددة يشتد لهيبها على الأرض الأوكرانية لكن دخانها ينتشر في كل مكان من خلال نزوح الملايين من ديارهم ومن خلال الجوع المتزايد نتيجة التهديد الكبير الذي أصاب خزان الغذاء الذي يزود البشر في العديد من أصقاع الأرض بالقمح والحبوب والزيوت إضافة إلى حوامل الطاقة.. ناهيك بوجود العديد من المحطات النووية التي تشكل كل واحدة منها قنبلة قابلة للانفجار عند أي خطأ مقصود أو غير مقصود يضاف إلى هذا وذاك إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين أمريكا ومعها الإر*ه*اب الدولي وحلف الأطلسي ضد روسيا التي تحاول ضبط النفس وحصر المواجهة وبما يحقق أمنها الإقليمي الذي لا عدول عن تحقيقه سياسياً أو عسكرياً.
إن العالم يعاني منذ انتهاء الح*ر*ب الباردة اختلالاً أمنياً أدى إلى تدمير العديد من دول أوربا الشرقية وأفغانستان والعراق ودول عديدة في الشرق الأوسط لأهداف استباحية أمريكية وترافق مع ظواهر الاختلال البيئي.. وعلى ما يبدو فأن إصلاح أحوال البشرية لن يتم إلا بولادة نظام متعدد الأقطاب وإلا فإن حرباً عالمية لا تزال على أبواب البشر.. تنهي بذلك ح*رو*ب الوكالة التي أشعلتها وتشعلها أمريكا وتتفرج على اكتواء ضحاياها بنار اللجوء والفقر والمآسي الإنسانية.