تحية لـ«جيني شحّود» في عيد المعلّم
عندما ينمو القلب الصغير عِقداً من الزمن وسط الألم والمعاناة ويطفئ بداخله نار الحرب التي تلتهم كل يوم وبأمّ عينيه أحبة وأقراناً يصبح جديراً بأن يُزرع في صدر أعتى وأبسل الرجال, ويصبح للسانه القدرة على أن ينطق بحاله في وطن شامخ صامد أبيّ برعاية وتوجيه من مشى معه وأخذ بيده في عتمة الأيام وسهر على إنارة دربه بالعلم والمعرفة.. من هنا يأتي دور المعلم في تنشئة جيل يتسع صدره لكل ما هو جميل في زحمة الآلام.
فقد استطاعت المدرّسة ومدربة “كورال أطفال رباح المدرسي” التابع للمسرح المدرسي في حمص جيني شحود أن تكتب وتلحّن لطلابها أغانيها الخاصة على قدر الإمكانات المتعلقة بفرقة متواضعة في ريف حمص، فشاركت في مهرجان “الفنون بتجمعنا – صغار كبار” و”غناني وموسيقا- توزيع جديد” و”عم نرسم ونغني” وأخذت توزع وتكتب الأغاني والمسرحيات والـ”اسكتشات”.. مثل: “سورية راجع مجدها, احكيلي لأحكيلك, البصّارة, وصلات تراثية, هلّك وميتستهلّك..” وتقدّمها لطلابها منطلقة من فكرة مسرحة المناهج مع المخرج خضر الموسى على شاشة “التربوية السورية” بأسلوب متطور في التعليم يحقق المتعة والفائدة العلمية للطالب ويدعم ويطور العملية التعليمية في المدارس السورية مثل الأغاني المتعلقة بمواد العلوم والرياضيات كالرياح والعواصف والغابات والحيوانات والإنسان والإنترنت.. محوّلاً المخرج موسى العديد من الأعمال التي نفذتها جيني مع طلابها لتُقدَم مع طلاب من دمشق، إضافة إلى مساهمة أصدقائها من مدرّسي الموسيقا في دمشق في نشر بعض الأعمال التي كتبتها ولحنتها وقدمتها مع كورال فرقتها ومنها “نشيد الطفل السوري” الذي غنّته للمرة الأولى نتالي عبود إحدى طالبات فرقتها في “عيد الطفل العالمي” مؤخراً عندما فكرت جيني بتقديم نشيد بهذه المناسبة يصف حال الطفل السوري الذي عاش وسط الحرب محاولةً فيه تكثيف معاناة عشر سنوات بأربعة مقاطع متضمنة التشجيع على فكرة العلم والاجتهاد والحب وإبراز الحضارة السورية, ومعتمدة على لحن سبق أن ألّفته مع أغنية “فراشة صغيرة” ولاقى قبولاً جميلاً فكررت تقديمه مع كلمات “نشيد الطفل السوري” الذي يقول مطلعه:
“أنا اسمي الطفل السوري
يلّي عاش بقلب الحربْ
بدي أكتب ع سطوري
قصة كلها حب بحبْ
وزيّن فيها كل الدربْ
دروبك سورية”..
.. إلى أن تقول:
“أنا اسمي الطفل السوري
باسم الحضارة مختومْ
وبلون الورد الجوري
اسمي ع ترابَك مرسومْ
يا وطني بتكبر كل يومْ
بقلبي وعينيا ”
أما رنيم عيسى مدرّسة الموسيقا في “مدرسة يوحنا الدمشقي” والمسؤولة عن “فرقة يوحنا الدمشقي” للغناء والعزف التي تضمّ خمسين طالباً وطالبة من مختلف الصفوف وتشارك في النشاطات والمناسبات العديدة فقد قدمت هذا النشيد الذي لاقى إقبالاً واستحساناً كبيرين لدى الطلاب، إضافة إلى العديد من الأغاني والأناشيد التي أعدتها زميلتها وصديقتها جيني، وتمّ التدرّب عليها وتقديمها في مناسبات متنوعة من فرقة المدرسة.