لا أعتقد أن هناك نية حكومية لتفكيك معمل أسمنت طرطوس أو نقله إلى مكان آخر.. أو بيعه خردة يستفيد منها معمل صهر الحديد في حماة، كل ما أعرفه أن مجلس محافظة طرطوس طالب في دورته الحالية بضرورة تخصيص الاعتمادات اللازمة لتحويل أرض معمل أسمنت طرطوس إلى ضاحية سكنية ذكية…
ليس مهماً أن تكون الضاحية المزمع إقامتها ذكية.. أو «نص نص»، المهم فعلاً أن يكون هذا الطرح مقبولاً لدى الجهات الوصائية.. والمهم أيضاً رفع التلوث عن منطقة كبيرة مليئة بالحجارة والزيتون والتجمعات السكنية والسياحية أيضاً، خاصة أن مؤسسة الأسمنت وإدارات المعمل المتعاقبة لم تفلح حتى الآن في ضبط وتنظيم عمل الفلاتر إن كانت قماشية أو كهربائية، ما أدى إلى تدمير البيئة المحيطة وإتلاف أشجار ومواسم الزيتون..
طبعاً لم نسأل مجلس المحافظة ولا أي عضو من أعضائه عن المقصود بالضاحية السكنية الذكية.. لكن بإمكاننا التنبوء بما سيؤول إليه واقع المكان على الأقل من لحظة اتخاذ القرار بتحويل المعمل إلى التقاعد، من حيث نقاء الهواء وتوقف انبعاث الغبار الذي وصفه أحد الزملاء الأعزاء منذ عشرات السنين بأنه زهرة الأسمنت الذي (يقطف) في كل معامل العالم للاستفادة منه في إنشاء المطارات وكل عمليات البناء التي تحتاج إلى أسمنت من نوع خاص..
لا أنكر أن هناك همساً صدر من أحد المسؤولين يلمح فيه إلى أن هناك خطوات أنجزت في اتجاه تحويل الأرض إلى ضاحية سكنية، وهذا ما يوحي بأن لدى مجلس المحافظة معلومات حول ذلك..
المهم في كلتا الحالتين هو: إن كانت فعلاً هناك نية لنقل المعمل، أن يتم الاستماع إلى طروحات مجلس المحافظة وتخصيص الأموال.. بل رسم المخططات والشكل الذي ستنتهي إليه هذه الضاحية.. أو العمل فوراً على رفع التلوث من خلال تحديث فلترة المداخن بأحدث الطرق حفاظاً على حياة الناس وأرزاقهم وخاصة أشجار الزيتون والزراعات المحمية..
وإلى أن يحين ذلك سنجهز الفرق الفنية الشعبية للدبكة احتفاءً برفع التلوث وتدشين الضاحية الذكية..!