الرعاية الفعالة رهان مضمون
فريق سيدات فيروزة لكرة القدم الأنثوية فاجأ المراقبين بمستواه الفني الجيد وعطاء لاعباته المميز الذي أوصلهن إلى قمة الدوري لهذا الموسم بعد أن خضن منافسات قوية مع الفرق الأنثوية الأخرى المشاركة فيه رغم أن هذه تجربته الثانية في الدوري ، ولعلّ النجاح الذي حققه هذا الفريق وتمكنه من حرق مراحل التطور والتقدم وصولاً إلى المنافسة والتحدي لفرق لها تجربة وخبرة وباع طويل في هذه الرياضة له ما يبرره من حيث الجديّة في الإعداد والإحاطة بمتطلباته بالفترة القليلة السابقة ، وكذلك طبيعة الدعم المقدم بمختلف أشكاله الذي طال التفاصيل الصغيرة والهامة للنادي وللاعبات ما ساهم في خلق الأجواء المناسبة وإيجاد المناخ الملائم لنجاح عملية التدريب والتأهيل واستمرارها ، واللافت أن العنوان الأساس لهذه الجهود التي بذلت للارتقاء بهذا الفريق كان التشاركية الفعالة والجميلة التي ضمت معظم شرائح المجتمع المحيطة ببيئة هذا الفريق والتي توحدت رؤياها في سبيل الدعم المدروس والرعاية لهذا النادي بجميع مستوياته الإدارية والفنية والاهتمام بلاعباته وتحقيق متطلباتهن وتوفير كل ما يلزم لهن للنجاح والتميز ، وقد كان للمواطنين المغتربين من أهالي فيروزة دور فعال ومؤثر في عملية الدعم المعنوي والمالي، استطاع القائمون على إدارة النادي والفريق ، الاستثمار الفعال لهذا الدور وتوجيهه بما يسرع تقدم الفريق وتميزه في الساحة الرياضية وصولاً إلى الإنجاز الرياضي وكذلك الاستفادة منه أيضاً لخدمة بعض التدابير والإجراءات الفنية والتدريبية التي تسهم في تقوية الفريق كاستقدام بعض اللاعبات من المنتخبات القوية والعمل على تمكين اللاعبات الموجودات والارتقاء بالناشئات، وكذلك العمل على تحقيق الآمال والوعود بإنشاء أماكن للتدريب خاصة بالفريق ، هذه الأعمال وغيرها من الجهود المبذولة جميعها تصب في الفكرة التي أطلقها أحد المغتربين السوريين من أبناء القرية والداعمين لهذا الفريق والتي تقول أنه لابدّ من العمل على فكرة ” مشروع فريق بطل ” ليكون رائداً ومثالاً للطموح الرياضي الوطني على غرار مشروع البطل الرياضي الذي تتبناه بعض الأندية الرياضية .
نتمنى النجاح والتقدم لفريق سيدات فيروزة لكرة القدم الأنثوية وتحقيق أحلامه في المشاركة في بطولة الأندية العربية القادمة، ونأمل أن تكون هذه الرعاية والدعم للمنتخبات الرياضية من المجتمع المدني ومن أصحاب المشاعر الوطنية من أبناء سورية و المغتربين حالة مستوطنة وحاضرة ودائمة في مجتمعنا وليست عابرة لما لها من تأثير ودور في التفاعل الإيجابي والرؤية الوطنية المستقبلية التي تخدم تطور بلدنا سورية على مختلف الصعد والرياضية بشكل خاص وأيضاً ما تمثله من حالة وجدانية راقية تعكس حقيقة الانتماء الوطني وحب التعاون المجتمعي والتضحية للوصول إلى مصافِ الدول وقمة الحضارة والتقدم .