الغوص في عمق المجتمع السوري.. “على قيد الحب” رهانات على الحب في زمن الحرب
بعد أكثر من أربعين عاماً عادا ليلتقيا.. لم يكن فضاء المسرح فقط هو ماجمع النجمين دريد لحام وأسامة الروماني بل الحب والصداقة العميقة التي عادت إلى الواجهة عبر شراكة فنية ارتسمت ملامحها في عمل جديد حمل عنوان “على قيد الحب” ، علماً أن مسرحية “غربة” الشهيرة التي كتبها محمد الماغوط كانت آخر عمل فني جمعهما ليجذبهما الحنين مجدداً إلى الدراما في مسلسل كتب خطوطه وشخصياته بإبداع الكاتب فادي قوشقجي ومثيراً الكثير من التساؤلات بلسان الشخصيات التي شكلّها..
رهانات كثيرة على العمل ستكون مع المخرج باسم السلكا الذي قدم بصمة مميزة على صعيد الإخراج البصري وكتابة السيناريو، وجمع العمل على قائمة أبطاله أجيالاً من رواد الدراما السورية، ونجومها، ووجوهها الشابة: دريد لحام، سلوم حداد، أسامة الروماني، مهيار خضور، نادين خوري، صباح الجزائري، عاصم حواط، مديحة كنيفاتي، يزن خليل، وفاء موصلي، جرجس جبارة، هافال حمدي، ترف التقي، علا سعيد، ريام كفارنة، نسرين فندي، روعة ياسين، ليث مفتي، محمد قنوع، معن عبد الحق، جلال شموط، علاء قاسم، وممثلون كثر آخرون….وسيعرض العمل في رمضان القادم ،تولت الإشراف العام الكاتبة ديانا جبور ،وأنتجته شركة إيمار الشام للإنتاج والتوزيع الفني.
تدور قصة العمل حول “أمين” و”حسان” صديقان عتيقان، تمتد صداقتهما الراسخة لأكثر من أربعة عقود، وتكللت علاقتهما بالمصاهرة، حتى أصبحت عائلتاهما عائلة واحدة، تجمع بين أفرادها المودة، ووحدة الحال إلى حدٍ كبير. لكن هذه العلاقة تأخذ منحى آخر بسبب الأبناء، وأحداث يلقي بها الماضي ظلاله الثقيلة على الحاضر، فهل ستصمد علاقة الصديقين أمام هذا التحدي؟
رؤية بصرية مختلفة
تشرين زارت كواليس العمل في دمشق وتابعت عن كثب عمليات التصوير وأحد المشاهد التي التقى فيها الفنان مهيار خضور مع عاصم حواط وعلا سعيد ، حوارية جميلة قادها المخرج باسم السلكا لتقديم مشهد بصري يلائم الورق المكتوب في إظهار تعابير الوجه وحركات اليدين بمايتوافق مع الحالة الدرامية للمشهد.
المخرج السلكا قال في تصريح خاص لـ”تشرين”: لا أريد أن أزعم أنني قدمت شيئاً جديداً، ولكن هنا رؤية مختلفة في المسلسل نحاول الإحاطة بتفاصيله لتقديمه بشكل مختلف، بالإضافة إلى أن المخرج هو كاتب آخر للنص إنما بشكل بصري ويضيف :العمل سوري اجتماعي يتحدث عن الصراع بين العائلات الدمشقية في الشام تجمعهم الصداقة والعلاقات الزوجية والأسرية وعلاقات حب وهناك الخط السلبي الذي يسعى لوضع إسفين في هذه العلاقة ،وعن خياره للنص يقول السلكا: تم اختياره بالاتفاق مع الشركة المنتجة وهو عمل سيعيدنا إلى أجواء الدراما السورية العميقة التي تسبر أغوار المجتمع بشكل لطيف .
حساسية النص
من جهته أشاد الفنان عاصم حواط بحساسية النص كونه يتوّغل في عمق المجتمع السوري، وسنرى منعكسات الحرب على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وعلى علاقات الحب التي تعيشها شخصيات العمل وقال: نحن بحاجة إلى الحب في الواقع وأن يسود لأن به وحده تبنى البلاد ويحيا الإنسان..وبخصوص الشخصية التي يقدمها أكد ضاحكاً.. علاقة حب فاشلة بكل المستويات ..واستكمل العمل حياتي اجتماعي والخط الذي أقدمه شخصية انتهازية طموحة، ولكن لايملك الإمكانيات لذلك يفشل في كل مايفعله خاصة على المستويين المهني والعاطفي، وحول إدارة المخرج للممثلين قال حواط :المخرج قارئ جيد للنص وقارئ لما بين السطور ومعه يوجد حوار فيما يخص الشخصيات الموجودة في العمل ، وهذه العلاقة المتبادلة قائمة على التفاهم بين الممثل والمخرج وتكون النظرة الشخصية مختلفة بعين المخرج خاصة إذا كان قارئاً جيداً فهو يغني الشخصية ويضيف للممثل لأن المخرج هو العين التي يرى اللوحة كاملة..
ثقافة الحب
ونوّهت الفنانة علا سعيد أننا بحاجة للتأكيد على ثقافة الحب في كل مشاكل الحياة ، وهذا الملمح موجود عبر الشخصية التي أقدمها وأجسدها للمرة الأولى شخصية لطيفة وحساسة تعيش قصة حب جميلة رغم كل مايحيط بها من أزمات، وتم الاشتغال على العوالم الداخلية للشخصية وتقديم مبررات لماستقوم به هذه الشخصية لاحقاً..
تصوير : يوسف بدوي