أطباء يتساءلون من خلال “تشرين”: ماذا قدمت لنا النقابة للاستمرار بعملنا؟!
بعد التصريح مؤخراً لصحيفة «تشرين» من نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي حول أسباب هجرة الأطباء وأن بعض الدول برأيه تقدم الامتيازات والدعم لجذب الطبيب السوري وتالياً تفريغ البلاد من عقولها، أُثير نوع من الجدل لدى الأطباء حول ذلك.
«تشرين» التقت عدداً من الأطباء للوقوف عند آرائهم حول الهجرة إلى الخارج، ولمعرفة الأمور التي يمكن أن تحد منها وإن كان بنسبة ضئيلة؟ وحول ذلك قال الدكتور أيمن تينة لـ”تشرين” في واقع الأمر لا توجد أي امتيازات تقدّم للأطباء السوريين عن غيرهم في بعض الدول العربية بل على العكس يتعرضون للاستغلال، واصفاً الرواتب التي تقدمها كل من ليبيا والعراق وأربيل بأنها ضئيلة جداً، وراى أن الذي يجبر الأطباء على الهجرة عدة أمور منها لتحسين الوضع المعيشي لهم ولذويهم إضافة إلى السعي لتحصيل شهادات أعلى ومعترف بها أكثر، في حين أن الظروف الحالية الاقتصادية الصعبة لا تسمح بهذه التعديلات، كما أن عدداً منهم يهاجر بهدف ضمان مستقبل العائلة، لافتاً إلى أن المعاناة جماعية وليست فقط على الطبيب وحده، فلا يجوز تلبية حاجات الطبيب من دون النظر أيضاً إلى المهندس والمعلم والقاضي …إلخ ، فهذا هو الواقع الحالي الذي لا بدّ من التأقلم معه .
أما الطبيب المغترب في ألمانيا الدكتور عبد المؤمن حسن فقال: إنه لم يَر أي تسهيلات أو إغراءات في ألمانيا للسفر والعمل فيها كطبيب وإنما عانى كثيراً إلى أن حقق مراده، لافتاً إلى أن السبب الرئيس للتفكير بالسفر هو راتبه الذي لم يكن كافياً للعيش واضطراره لعمل آخر إضافةً للمشفى، وقال: إن ظروف العمل من حيث ساعات العمل والمعاملة مع الأطباء وافتقار المشافي لأبسط التجهيزات جعلتني أنا وغيري نفكر بالسفر، وعدّ رسوم النقابة مستنزفة للأطباء من دون أن يستفيدوا من عضويتها، فالنقابة لا تدافع عن الطبيب أمام أي جهة كانت حسب تعبيره، عادّاً أن الدول التي تقدم التسهيلات للطبيب السوري بهدف سد النقص لديها وليس بقصد المؤامرة! فالحياة في العراق واليمن ليست وردية كما يظن البعض.
أما عن الطرق التي يجب على النقابة انتهاجها للحفاظ على الأطباء فأشار حسن إلى أنه توجد أمور بسيطة جداً منها زيادة الرواتب للطبيب، وتحسين ظروف إقامته بالمشافي، واقترح على النقابة دعم الأطباء الراغبين بإجراء بحوث علمية، وإعطاء منح للأطباء إلى الدول الصديقة بهدف زيادة خبراتهم ومن ثم العودة إلى الوطن.
أما الدكتور صافي سلامة فلفت إلى أن الظروف المادية وضغوط الحياة جعلت أغلب الأطباء يهاجرون مع وجود مغريات خارجية، مضيفاً: إن أبرز سبب للتفكير بالهجرة لدى هذه الشريحة هو عدم تقدير وضع الأطباء وهذا ما بدا جليّاً من الضرائب والرسوم المفروضة عليهم، ناهيك بمؤسسة الكهرباء التي تتعامل معهم على أنهم تجار، فكل المعطيات تشير إلى اعتبار الطبيب تاجراً ككل التجار بالرغم من أن مهنته إنسانية بحتة، مشيراً إلى وجود الكثير من الأطباء يفكرون بالسفر وهذا الأمر خطير جداً بينما نقابة الأطباء تعيش في عالم آخر على حد قوله.
بدورها الدكتورة سارة خربوطلي طرحت تساؤلاً حول ماذا قدمت النقابة للاحتفاظ بالأطباء؟ كل شيء يدعو الطبيب للهجرة فالضرائب على العيادات وصلت إلى ٦ ملايين ليرة في بعض أحياء المدينة! إضافة إلى التراخيص المكلفة للعيادة، والرواتب في القطاع العام ضئيلة جداً بالرغم من المناوبات وظروف العمل القاسية .
أما الطبيبة نهلة اليوسف فقالت: إن على النقابة السعي لإعطاء الطبيب حقوقه وامتيازاته مثل زيادة الرواتب ودعم الخريجين مادياً كي لا يفكروا بالسفر، لافتةً إلى أن الطبيب السوري يرضى بالعقود الرخيصة لأن الدول التي يلجأ إليها تعلم بوضع الطبيب في بلده وتستغله.
من الجدير ذكره أن هناك العديد من الآراء التي قالت إن الطبيب يريد رواتب مرتفعة شبيهة بالدول الأوروبية، بينما الدخل اليومي لأي مواطن لا يتعدى الأربعة دولارات، ونسي بعض الأطباء أو ربما تناسوا أنهم درسوا في جامعات الدولة بشكل مجاني، متغاضين عن الدعم الذي قُدّم لهم دراسياً محمل النقابة فوق طاقتها ..