مزاجية واحتياجات
قارب فصل الشتاء على نهايته ولم تصل رسائل المازوت بالكمية الثانية “الخمسين ليتراً” إلى الكثيرين في محافظة ريف دمشق وربما قد يطول ذلك محافظات أخرى .
وكان قد تم التوجيه خلال فترة المنخفض الجوي الفائت وموجة البرد القارس بأن يتم تحويل أغلب كميات المازوت إلى قطاع التدفئة, وهذا ما سبب أزمة نقل خانقة حينها، إلا أن موجة البرد المذكورة انقضت ومضت بعدها أسابيع ولم تصل الرسالة الموعودة لاستلام تلك المخصصات، بينما على الجانب الآخر نسمع تصريحات من الجهات المعنية بنسب توزيع كبيرة أنجزت وسط تأكيدات الكثير من المواطنين عدم توزيع المادة لهم .
ما يلاحظ في توزيع مازوت التدفئة سنوياً أنه يتم التركيز على مراكز المدن أكثر من الأرياف، مع العلم أنه ليس خافياً أن الأرياف وخاصة في المناطق المرتفعة الأكثر برودة والأكثر حاجة لأن تصلها مخصصاتها قبل غيرها نتيجة طبيعتها الجغرافية. هذا عدا المشكلات مع الموزعين ومزاجيتهم في اختيار الأوقات المناسبة لهم والمكان الذي يحددونه حتى يأتي إليهم المواطن ” المحظوظ” الذي وصلته الرسالة, ولا مشكلة لديهم، ما سيكلفه ذلك من أجور نقل!
هذه المشكلات ليست وليدة اليوم بل هي متجددة مع كل فصل شتاء, ما يؤكد أن على الجهات المعنية التركيز في وضع خطط التوزيع مسبقاً مع لحظ الأماكن الأشد احتياجاً وبرودة, ليتم تلافي الكثير من الثغرات ووصول المادة إلى مستحقيها الأكثر حاجة ليأتي بعدها دور المناطق الأقل برودة .
طبعاً مشكلات توزيع المازوت لا تقتصر على الخاص منه بالتدفئة، بل نسمع يومياً عن مشكلات في سوء توزيع المادة للفلاحين لأغراض زراعية, ما يؤدي إلى بطء تنفيذ خططهم الزراعية وتراجع الإنتاج لديهم، فهل سيتم التركيز في المواسم القادمة على تلافي تلك الثغرات المتكررة سنوياً، أم سنبقى خاضعين لمزاجيات البعض في الحصول على احتياجاتنا؟