الأندية الريفية وسراب الدعم
عندما أشارت القيادة الرياضية متمثلةً بالاتحاد الرياضي العام إلى أن الأهمية الآن للمدن الرياضية ورعاية المنتخبات الوطنية كانت رسالة واضحة إلى من يهمهم الأمر طغى فيها التصريح على التلميح بأن هناك أفضليات أولى للاستراتيجيات الرياضية الوطنية تحكمها الظروف والمعطيات الراهنة والضاغطة على أرض الواقع وتفرض نفسها بقوة على الساحة الرياضية داخلياً وخارجياً، وهذه الرسالة لا تحتاج فك شيفرتها لأنها مفهومة للجميع وعليهم مباركتها والتماس الأعذار الموجبة لها، ولكن هل يعني هذا أن جهود الرعاية والدعم أصبحت في خبر كان لمن لا تنضوي حياته الرياضية ونشاطاته تحت مظلة المدن الرياضية أو المنتخبات الوطنية ـ هذا يذكرنا بالبطاقة الذكية وحرمان بعض الشرائح المجتمعية من خيراتها ، أم إن هناك استثناءات وحالات رياضية حرجة تتطلب التدخل والمبادرة ؟. والسؤال هنا: ما مصير البقية الباقية من الشريحة الرياضية المتمثلة بالأندية والفرق التي تشكو ظروفها الصعبة بالأساس، وهل ستترك لمصيرها وقدرها على مبدأ « دبر راسك» ولاسيما أن معظمها يعاني الضائقة المالية وضعف السيولة أو انعدامها حتى وأكثرها لا يملك البنية التحتية الرياضية للتدريب وإقامة النشاطات الضرورية للاستمرار والبقاء ولا توجد لديها تلك الاستثمارات التي يمكن الاعتماد عليها للمتابعة كأندية الريف بشكل عام والدمشقي على وجه الخصوص الذي عانت فيه هذه الأندية بما فيه الكفاية من الظروف الصعبة والقاهرة التي مرت على بلدنا من تدمير وعبث بالمنشآت الرياضية على أيدي الإرهاب، وحالياً هي في مرحلة النهوض من جديد ولكنها تحتاج الكثير من الدعم والرعاية ولا يمكن لبعض المساعدات المحلية والمحدودة من أصحاب القلوب الطيبة وعشاق الرياضة أن تفي بهذه الاحتياجات الكثيرة المطلوبة لعودتها وإقلاعها من جديد، وقد كانت آمالها كبيرة بالدعم القادم والموعود من الاتحاد، ولكن«يا فرحة ما تمت » لهذه الأندية الريفية وغيرها بعد أن أصبحت مع الكثير من أمثالها أفضلية ثانية بالترتيب بعد المدن الرياضية والمنتخبات الوطنية مؤخراَ، لاشك في أن القيادة الرياضية أدرى وأعرف بالأبجدية الوطنية في هذه الظروف ولديها مبرراتها لأي إجراء أو قرار أو تدبير تتخذه ترى فيه فائدة ويحقق الأهداف المرجوة للاستراتيجية الرياضية، نتمنى ألا يتخلى أبناء المجتمع المدني عن دورهم وواجبهم بدعم ورعاية بعض الأندية الرياضية وخاصة الريفية التي تعاني الصعوبات في هذه المرحلة الاستثنائية جنباً إلى جنب مع القيادة الرياضية كحالة تشاركية تصب في مصلحة الوطن من باب الرياضة .