رسائل بهوية واحدة

في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها اليوم بسبب تداعيات الحرب الكونية والعقوبات الاقتصادية والحصار الجائر نحتاج إلى الكثير من القرارات التي من شأنها تحريك الاقتصاد وإيجاد المزيد من الفرص التي تؤمّن سرعة دوران الحياة للاقتصاد الوطني وإنعاشه بصورة تؤمن مستوى دخل يعكس حياة، أقل ما نسميها «لطيفة» للمواطن وفي كل الاتجاهات الاقتصادية منها والاجتماعية .
وما قرار «المركزي» الجديد المتضمن رفع سقف السحب اليومي من الحسابات المصرفية من مليوني ليرة الى خمسة ملايين, وسقف السحوبات من الإيداعات الخاصة بقرار البيوع العقارية إلى عشرة ملايين ليرة, إلا خطوة جديدة باتجاه تحسين واقع السوق بكل أبعاده, وهذه تحمل المزيد من الرسائل بهوية واحدة تستهدف كل مكونات المجتمع من دون استثناء لأن الفائدة في ميزان الربح والخسارة واحدة, لا يمكن تجزئتها, وفي حال القرار الجديد الفائدة عامة، فهي رسائل في كل الجهات، نذكر على سبيل المثال: إن رفع سقف السحوبات اليومية خطوة مهمة لها آثار إيجابية باتجاهين: الأول اقتصادي، والثاني اجتماعي بما يحمله هذان الاتجاهان من معنى يقضي بالضرورة تحسين مستوى المعيشة للمواطن وتوفير القليل من أسباب الرفاهية .
ومن الرسائل أيضاً تحريك الأسواق وخاصة سوق العقارات الذي شهد ركوداً واضحاً خلال الفترة الماضية نتيجة حالة الانكماش والقرارات التي ساهمت بزيادتها, والرسالة الأهم التي تتماشى مع الجانب التجاري والصناعي من خلال المرونة التي وفرها القرار والتي بدأت تعود تدريجياً, بحيث تمكّن هذا الجانب من الاستمرار في تأمين المستلزمات بصورة سلسة نوعاً ما, وانعكاسها على الأسعار ضمن إطارها العام وبعض السلع الأساسية بشكل خاص, ولاسيما التي تحتاج للتعامل مع المصارف بصورة يومية.
وبالنتيجة، القرار يأتي ضمن منظومة إجراءات تستهدف بها الحالة الاقتصادية وتنشيطها ضمن ظروف صعبة في تأمين المستلزمات والمواد الأولية اللازمة لزيادة الإنتاجية في كل القطاعات وانعكاس ذلك على تحسين مستوى الدخل، حيث يسعى الجميع إلى تحقيق ذلك حكومة وأفراداً.

ISSA.SAMY68@GMAIL.COM

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار