ضحايا حوادث السير أغلبهم من الشباب! 415 حادثاً في حماة خلال عام ووفاة ٢٧ شخصاً

من يتابع حوادث السير والإحصائية المسجلة لعام مضى يجد أنه لم يمضِ يوم إلا ويسجل وقوع أكثر من حادث مروري في كل محافظة يذهب ضحيته عدد من المواطنين بين وفيات وجرحى، وحسب الإحصائيات فإن هذه الحوادث تحصد فئات الشباب بشكل أساسي, حيث ترجع أسبابها في كل دول العالم إلى السرعة الزائدة، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن مسؤولية وقوع الحادث يتحمل السائق نسبة ٨٥٪ منها ونسبة ١٠٪ للطريق و٥٪ للمركبة.
في محافظة حماة يقع بمعدل حادث مروري واحد يومياً على الأقل وذلك حسب إحصائية لعام ٢٠٢١ حصلت «تشرين» عليها من فرع إدارة مرور حماة, إذ بلغ مجموع الحوادث المسجلة لديه (٤١٥ حادثاً) مرورياً، بينما تم تسجيل (١٩٦٨٣) مخالفة من العام ذاته, صنفت من المخالفات الخطرة.
حوادث ضحاياها طلبة جامعة
من الحوادث المؤسفة التي تترك أثراً بالغاً في نفوسنا عندما يكون ضحايا الحادث من الشباب وهنا نستذكر الحادث المفجع الذي وقع في الصيف الماضي على طريق بيت ياشوط- نهر البارد بانقلاب “سرفيس” ذهب ضحيته أربعة طلاب من جامعة تشرين أثناء عودتهم من تقديم امتحاناتهم, إضافة إلى جرح عشرة آخرين وكانت الفاجعة والمصاب أليمين، وفي حادث مروري آخر تعرضت حافلة نقل على طريق حماة- حمص تقل طلاب الجامعة الوطنية الخاصة أصيب (١٧ طالباً), ثلاثة منهم كانت إصاباتهم خطيرة والسبب هو السرعة الزائدة حسب ما أكد ضبط الشرطة المنظم.
حمولة زائدة
حشر الركاب في السرافيس حيث قد يصل العدد إلى حوالي ضعف ما هو محدد أصبح حالة عامة ولها مبرراتها وبموافقة كل الأطراف من ركاب ومراقب كراج.. هذا ما أكده عدد من السائقين ليتم نقل جميع الركاب كي لا يتكبدون أجوراً مرتفعة في حال عدم وجود وسيلة نقل عامة ولاسيما أن أزمة المازوت ما زالت الأشد وطأة، ضاربين عرض الحائط بخطورة الوزن الزائد على المركبة وتحديداً في المنعطفات والمنحدرات.
كيف يتم تأمين السلامة المرورية للمركبات، وما الإجراءات التي يقوم بها فرع إدارة المرور للتخفيف من الحوادث، وماذا أنجز فرع المواصلات الطرقية من أعمال ترميم وصيانة لمنع وقوع الحوادث ولاسيما على الطرقات التي يتكرر فيها انقلاب المركبات بسبب المنحدرات والحفر؟
أركان الحادث ثلاثة
رئيس فرع مرور حماة العقيد وليد العجيلي وفي حديث لـ« تشرين» قال: تعتمد قيادة المركبة بالدرجة الأولى على الناحية العلمية وعلى السائق أن يعرف كيف يتعامل مع الآلية، إضافة إلى التركيز على نقاط أساسية, أهمها: تفقد الحالة الفنية للمركبة والتأني في القيادة عند المنعطفات والمنحدرات مع التقيد بالحدود الدنيا للسرعات، وهذه التعليمات تم اكتسابها من عمليات المنظومات المرورية وما رأيناه من حوادث مؤسفة.
وأوضح العجيلي أن أكثر أسباب الحوادث في كل دول العالم تعود للسرعة الزائدة، حيث ترتكز أركان الحادث على ثلاثة: السائق – السيارة- الطريق، وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن السائق يتحمل ٨٥٪ من مسؤولية حوادث السير و١٠٪ للطريق و٥٪ للمركبة، وحسب المنظمة فإن العالم يفقد حوالي المليون ونصف المليون شخص سنوياً من جراء حوادث السير وهذا ما لم يسلط الضوء عليه وثلث هؤلاء في الدول النامية، كما أن ثلثي ضحايا الحوادث من فئة الشباب بين ٢٩-٤٥ سنة وهذه الإحصائية لم تحصدها الحروب في السنة الواحدة وفي أعتى الحروب عبر التاريخ خلال عام واحد، ناهيك بما يتكبده المجتمع من خسائر اقتصادية ومادية في إصلاح المركبات وأضرار في الطرقات والبنية التحتية.
مخالفة قوانين وإشارات
وأشار العجيلي إلى أن من الأسباب المؤدية للحوادث أيضاً مخالفة قوانين السير وإشارات المرور والقيادة في حالة السكر, إذ يفقد السائق توازنه وصوابه، مضيفاً: إنه توجد مراكز طرق لتأمين السلامة المرورية من خلال تحديد السرعة على الطرقات وضمن المدن وتم ضبط هذه السرعات عن طريق أجهزة توضع في المركبات العامة من “البولمانات” وغيرها، وتبقى ثقافة السائق ووعيه فحوى القضية.
وعن عدد الحوادث التي سجلت في محافظة حماة خلال العام الماضي ٢٠٢١ قال رئيس الفرع: تم تسجيل (٤١٥) حادثاً مرورياً وبلغ عدد الوفيات ( ٢٧ شخصاً)، تم اكتشاف (٣٥٦) منها و٥٩ غير مكتشفة، كما بلغ عدد الضبوط المنظمة (٤٣٣٩٣)، وعدد الآليات المحجوزة (١٠٠٣)، أما الدراجات فقد بلغ (١٢٩٤) دراجة محجوزة، وفي الشهر الأول من العام الحالي تم تسجيل (٢٩) حادثاً مرورياً، وعدد الوفيات اثنتان، لافتاً إلى أن أكثر الحوادث تقع على الأوتسترادات الدولية نتيجة السرعة الزائدة.

من جانبه أوضح المهندس خضر فطوم – مدير فرع المواصلات الطرقية في حماة أن من أولويات العمل لدى الفرع تحقيق السلامة المرورية وذلك من خلال إجراء الصيانة اللازمة للمواقع التي قد تشكل خطورة على حركة السير، وتالياً إجراء الصيانة للمواقع التي تلحق الأذى بالبنية الإنشائية للطريق أو الخلل الذي يمكن أن يتطور فيزيد من تكاليف

الصيانة، وضمن خطة العام الحالي تم إبرام عقود مع الشركة العامة للبناء, منها صيانة ومعالجة بعض الانهيارات على طريق وادي العيون – الدريكيش وتحسين وضع التقاطع طريق سلمية- المخرم مع طريق سلمية – الرقة، ومشروع لتنفيذ حواجز الأمان لعقدة محردة وصيانة مدخل العقدة وذلك لتحقيق السلامة المرورية.
إجراءات إسعافية
ونوه فطوم بأن لدينا نظام متابعة دائمة لحوادث السير التي تقع على الشبكة المركزية وكل فرع يقوم بتزويد الإدارة المركزية شهرياً بعدد الحوادث وظروف مسبباتها، وذلك بالتعاون مع فرع المرور، ففي حال وقوع الحادث يقوم المهندس المحوري المسؤول عن ذلك الطريق بالاطلاع على ضبط الشرطة، وإذا تم ذكر الطريق وكان مسبباً للحادث يقوم بالكشف على الموقع وأي نقطة يتكرر فيها الحادث نسميها نقطة سوداء ونضعها تحت مجهر الدراسة لإصلاح الخلل إن وجد، كما أننا نراقب كل الضبوط المسجلة.
وأضاف: إن طريق الغاب- بيت ياشوط ومن رأس الشعرة حتى بلدة العشارنة نلاحظ بعض الخطورة بسبب طبيعته الجبلية, وعند جسر المربعات مقابل تل دبين تم تسجيل عدة حوادث وكإجراء إسعافي زودنا الموقع بإشارات تحذيرية ومسامير عاكسة، كما تمت إزالة بقايا غرفة حاجز كانت تحجب الرؤية وإصلاح درابزون الجسر, ما خفف كثيراً من الحوادث.
وعن إجراءات السلامة المرورية قال فطوم: قمنا بوضع مسامير عاكسة على طريق حماة مصياف- جرادة, حيث يوجد منعطف قاس ووضع محددات بالجوانب والمنصف لتنبيه السائق إلى خطورة المنعطف.
أخيراً لا بد من القول: إن السلامة المرورية يمكن تحقيقها من خلال رفع مستوى الوعي المروري لدى كل من يستخدم الطرقات وما تقوم به إدارة المرور من ندوات ثقافية وتوعوية له دور كبير في رفع مستوى هذا الوعي لدى أفراد المجتمع سواء في المدارس أو نقابات عمال وسائقي النقل والجمعيات بهدف تحقيق السلامة المرورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار