أسئلة كثيرة طرحت وتطرح ذاتها حول مخاطر نشوب حرب عالمية بسبب الأزمة الأوكرانية خاصة أن أمريكا والعديد من دول حلف “ناتو” قد سحبت رعاياها من أوكرانيا تحت وقع حملات إعلامية شعواء توهم الرأي العام العالمي أن روسيا على وشك غزو أوكرانيا، ليس لأن روسيا تنوي فعل ذلك وإنما لإدراك أمريكا وحلفائها بخطورة محاولاتهم بضم أوكرانيا إلى حلف “ناتو” وأن هذا الإجراء أن تم لا يعتبر مسألة وطنية تتعلق بقرار وطني أوكراني، وإنما هو تهديد خطير للأمن القومي الروسي وتهديد للأمن والسلم الدوليين.
أمريكا والغرب عموماً يعرفان تماماً ردة الفعل الروسية على عملية اللعب بالنار وحق الدفاع الروسي المشروع عن الأخطار التي يمكن أن تأتي من دول تتداخل معها بالحدود والمصالح والثقافة عندما تفسح تلك الدول لأعداء روسيا التقليديين أن يتلاعبوا بمصير تلك الدول وبمصالح شعوب المنطقة.
لقد خبر الغرب قبل أسابيع ردود الفعل الروسية عندما حاولوا العبث بأمن كازاخستان وتدخلت موسكو عسكرياً وأنهت تلك المحاولة وبالتالي فإن احتمالات قيام حرب ومواجهة مع الغرب وحلفائه ستبقى قائمة مادامت أمريكا تتنقل من بلد لآخر لافتعال الأزمات وتهديد الأمن القومي للآخرين.
لقد أكد الروس مراراً وتكراراً بأنهم لا يريدون غزو أوكرانيا لكن تلك التأكيدات تتطلب من أمريكا والغرب تجنب محاولات التمدد بشكل يهدد الأمن القومي الروسي، وإلا فإن مخاطر الحرب مازالت تلوح في الأفق رغم بعض التصريحات التي تشير إلى التهدئة من مسؤولي الطرفين.
إن نشوب مواجهة عسكرية بين القوى العظمى لا تصب بمصلحة أحد بل يمكن أن تزيد في مشكلات العالم، وقد تضيف ملايين جديدة من اللاجئين والمعدمين والجياع وتعطي فرصاً ذهبية لانتعاش الإرهاب الذي ازدهر ويزدهر في ظل المغامرات العسكرية الأمريكية، وما جرى في أفغانستان والعراق وفي المنطقة عموماً يؤكد ذلك.